د - فيتضح من مجمل ما ذكرنا أن الوجه الأول وفق رأي الطباطبائي ( قده ) لا وفق ما نسبه إليه " الكاتب " رغم أنه لا مشكل فيه وفق التوجيه الذي وجهه ( قده ) إلا أنه قد أورده مورد التنزل بهدف توجيه هذا الوجه ، وإلا فإن تضعيفه له لا يخفى على أحد ، ويكفي دلالة على ذلك قوله : " ولكن الذي يتأيد بما حكاه الله عنه في سورة مريم . . " وقوله : " والذي يظهر مما حكي من كلام إبراهيم ( ع ) مع قومه في أمر الأصنام ظهورا لا شك فيه " . مما يعني أنه لا مؤيد للوجه الأول الذي لا ظهور له في الآيات التي تدل على الوجه الثاني . والمتحصل من كل ما قدمناه ، أن المتأمل في كلام العلامة الطباطبائي ( قده ) يراه يختلف أشد الاختلاف مع ما ذكره صاحب " من وحي القرآن " وهذا الاختلاف ظاهر ظهور الشمس في رابعة النهار . وبما أننا سنعرض بعد قليل كلام صاحب " من وحي القرآن " الذي قام " الكاتب الأمين " بحذف بعض مقاطعه ، بل وتجاهل كل النصوص المشكلة فيه فإننا نكتفي هنا بذكر بعض أوجه الاختلاف بل التناقض فيما بين الكلامين : 1 - معرفة إبراهيم ( ع ) بتنزه الله عن التجسم : فلنستحضر أخي القارئ ما طلبنا منك حفظه قبل قليل ، وهو قول العلامة الطباطبائي ( قده ) : " . . وله من العلم بالله وآياته بما لا يخفى عليه معه أن الله سبحانه أنزه ساحة من التجسم والتمثل والمحدودية " [1] ولنقارن بينه وبين قول صاحب " من وحي القرآن " : " وهكذا تدفقت إشراقة الإيمان في وعيه وفي قلبه ، فأحس بأن الله هو شيء لا كالأشياء لأن