نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 68
وقد وجد أهل البيت ( عليهم السلام ) في هذا الاتجاه الفكري خطرا على العقلية الإسلامية ، وعلى حياتهم السياسية ، وعلى فهمهم للقرآن والسنة . فإن هذا التصور يلغي قانون العلية ويسمح بأن يكلف الله تعالى الانسان على ما لا يقدر عليه . ويسمح بعقوبة الانسان من جانب الله تعالى على ما لا سلطان له فيه ، وما لا قدرة له عليه ، ويقر نسبة الظلم والتعسف إلى الله تعالى . ويحول الانسان إلى خشبة عائمة في مجرى التاريخ ، لا سلطان له ، ولا فعل ولا تأثير في تقرير مصيره . ويطلق أيدي السلطة الحاكمة في الاستبداد والإرهاب وسلب حقوق الناس والفتك والبطش بهم . وبعض هذه التبعات والآثار السلبية تكفي لضرورة الوقوف في وجه هذا التيار . وكانت هذه هي المواجهة الأولى في الصراع الفكري الذي خاضته مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) . الجبهة الثانية للصراع الفكري : وفي مقابل هذا الاتجاه ظهرت المعتزلة كرد فعل للاتجاه الأشعري . . وتطرف المعتزلة في فهم الكون والانسان - كأي رد فعل آخر - وذهبوا إلى أن الله تعالى خلق الكون وانقطع بعد ذلك ما بينه وبين هذا الكون من صلة ، ويجري هذا الكون ضمن أنظمة وقوانين ثابتة ، منفصلة في مرحلة الاستمرار عن إرادة الله تعالى ، كما لو أن مهندسا أنشأ معملا كاملا وأودعه
68
نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 68