نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 34
وبنفس المنطق واجه معاوية عائشة لما اعترضت عليه في أمر تنصيب يزيد خليفة على المسلمين من بعده . قال لها : ( إن أمر يزيد قضاء من القضاء ، وليس للعباد الخيرة من أمرهم ) [1] . وقد نهض بعض العلماء لمواجهة تيار الجبر الذي تبناه بنو أمية ، وكان أشهر هؤلاء معبد الجهني من العراق ، وغيلان الدمشقي من الشام . عرف عنهم القول بالاختيار وحرية الإرادة والدعوة إلى هذا الرأي . وقد خرج معبد على الأمويين مع ابن الأشعث فقتله الحجاج . وأما غيلان فقد أحضره هشام بن عبد الملك الخليفة الأموي واستنطقه فصلبه بعد أن قطع يديه ورجليه . وكان الحسن البصري فيما يظهر على هذا الرأي - الاختيار - . يقول المقريزي : إن عطاء بن يسار ومعبد الجهني دخلا على الحسن البصري ، فقالا له : إن هؤلاء ( حكام بني أمية ) يسفكون الدماء ، ويقولون : إنما تجري أعمالنا على قدر الله ! قال : كذب أعداء الله . فطعن عليه بهذا [2] . وكان الحسن البصري يجاهر برأيه المعارض لسطان بني أمية هنا وهناك ، فلما خوفوه من سطوة السلطان امتنع عن ذلك . يقول ابن سعد في الطبقات عن أيوب ، قال : نازلت الحسن في القدر
[1] الإمامة والسياسة ، لابن قتيبة 1 : 210 تحقيق شيري - بيروت 1990 م . [2] الخطط ، للمقريزي 2 : 356 .
34
نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 34