نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 17
والسلطان الذي كان يحكم الناس في عهد الحسن البصري هو سلطان بني أمية . ومن هذه الرواية التاريخية يظهر أن بني أمية كانوا يتبنون مذهب الحتمية التاريخية والسلوكية إلى حدود الارهاب والتعسف . ومن عجب أن أئمة الشرك كانوا يوجهون شركهم بالله وعبادتهم للأوثان ودعوتهم إليها بمثل هذه الحتمية . يقول تعالى عن لسانهم : * ( وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون ) * ( الزخرف 43 : 20 ) . الاستغلال السياسي للحتمية الثانية : وكما كان للسياسة دور في استغلال دور الحتمية الأولى ، كذلك استغلت الحتمية الثانية استغلالا واسعا . . . فإن الحتمية الكونية تؤدي بشكل قهري إلى عزل سلطان الإرادة الإلهية عن الكون . ولا ينافي ذلك الإيمان بأن الله تعالى هو خالق هذا الكون ، فقد كان اليهود يؤمنون بالله تعالى ويؤمنون بأن الله تعالى هو خالق هذا الكون . إلا أنهم كانوا يعتقدون أن هذا الكون يجري ويتحرك بعد أن خلقه الله تعالى ضمن نظام قهري قائم على أساس الأسباب والمسببات ، دون أن يكون لله تعالى أي دور في تدبير وإدارة الكون ، وبتعبير آخر كانوا يؤمنون بأن الله تعالى هو خالق هذا الكون دون أن يكون له دور في تدبير الكون ، ودون أن يكون مهيمنا عليه ، بينما يؤكد القرآن على صفة الخلق ، والهيمنة ، والتدبير لله تعالى جميعا ، وفي وقت واحد . وبقدر ما يضعف في نظر الانسان ، سلطان الله ونفوذه وتأثيره الفعلي
17
نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 17