نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 14
وهاتان النظريتان تجريان في كل من الاتجاهين الفكريين المعروفين ، الاتجاه الإلهي ، والاتجاه المادي على نحو سواء . فإن طائفة من الذين يؤمنون بالحتمية في سلوك الانسان وتاريخه يؤمنون بالله تعالى ، ويذهبون إلى أن مصدر هذه الحتمية هو الله تعالى . بينما يذهب آخرون من الاتجاه المعاكس ( الاتجاه المادي ) إلى نفس النتيجة من منطلق قانون العلية أو النظام الفكري الديالكتيكي . فيذهب كل من هذين الاتجاهين إلى الحتمية في سلوك الانسان وتاريخه على نحو سواء . وكذلك الحتمية الثانية ( الحتمية الكونية ) لا تختص بهذا الاتجاه أو بذلك الاتجاه . فمن الممكن أن يذهب إلى هذه الحتمية أصحاب الاتجاه المادي أو الإلهيون . واليهود من ( الإلهيين ) الذين يذهبون إلى هذا الاتجاه في الحتمية الكونية . يقول تعالى : * ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ) * ( المائدة 5 : 64 ) . كما أن في المسلمين طائفة واسعة وكبيرة وهم ( الأشاعرة ) يذهبون إلى هذه الحتمية في سلوك الانسان . والماركسيون من الاتجاه المادي يذهبون إلى هذه الحتمية في تاريخ الانسان .
14
نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 14