responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 102


الاعتبار ، ونلتزم بها ، وهي أن نلمس يد الله تعالى ورعايته لنا في حياتنا ، ونستشعر معية الله تعالى لنا في كل حركة وسكون . والإنسان عندما يتجرد عن الحوار العقائدي القائم في التأريخ العقلي الإسلامي ويعود إلى نفسه يؤمن بشكل واضح - ومن غير ترديد - إن الله تعالى لم يتخل عنه في لحظة من لحظات حياته ، ولم ينفرد الانسان ولم يستقل عن رعاية الله ويد الله في شئ من حياته .
ولو أن الله تعالى تخلى عن الكون لتلاشي الكون . ولو أن الله تعالى تخلى عن الانسان وأوكله إلى نفسه ، وإلى نظام القضاء والقدر لبلغ الانسان منذ أمد بعيد طريقا مسدودا .
ولكن رعاية الله تعالى تواكب مسيرة الانسان وحركته الفردية والتأريخية ، وترعاه عند كل منعطف ، وفي كل مشكلة ، وتسدده ، وتهديه ، وتعينه ، وتلطف به ، وتستر عليه ، وتحفظه .
إن قراءة عامة لكتاب الله تعالى تعمق فينا هذا الاحساس بشكل واضح ، وتشعرنا أن القرآن يريد أن يربط مسيرتنا وحياتنا بالمعية والرعاية الإلهية ، ويربينا على الإحساس بالستر الدائم المتصل لله علينا ، وبحفظ الله لنا وإمداده المتصل ، وليس في القرآن كله رغم حرص القرآن على تثبيت مبدأ الاختيار إشارة أو إيهام بأن الانسان يستقل عن الله تعالى في الاختيار والقرار والفعل ، أو أن الله تعالى أوكل الانسان إلى نفسه في الاختيار والفعل والقرار . وويل للانسان إذا أوكله الله تعالى إلى نفسه .
ومن غير الممكن في نظام الوجود وقانون العلية والإمكان من الناحية العقلية أن يستقل الانسان عن الله تعالى في القرار ، والفعل والاختيار ،

102

نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست