نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 78
فاستشهاد صاحب المنار على كون المراد هو ظلمة القبر والبرزخ بقوله سبحانه : ( يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا . . . ) ( 1 ) ليس بأمر صحيح ، والآية ناظرة إلى حياتهم الدنيوية التي يكتنفها الإيمان والنور ، ثم تحيط بهم الظلمة والضلالة ، ولا نظر للآية لما بعد الموت . سؤال وإجابة إن مقتضى البلاغة هو الإتيان بصيغة الجمع حفظا للتطابق بين المشبه والمشبه به ، مع أنه سبحانه أفرد المشبه به ( كالذي استوقد نارا ) وجمع المشبه أعني قوله : ( مثلهم ) ( ذهب الله بنورهم ) ، فما هو الوجه ؟ أجاب عنه صاحب المنار بقوله : إن العرب تستعمل لفظ " الذي " في الجمع كلفظي " ما " و " من " ومنه قوله تعالى : ( وخضتم كالذي خاضوا ) ( 2 ) وإن شاع في " الذي " الإفراد ، لأن له جمعا ، وقد روعي في قوله ( استوقد ) لفظه ، وفي قوله ( ذهب الله بنورهم ) معناه . والفصيح فيه مراعاة التلفظ أولا ، ومراعاة المعنى آخرا ، والتفنن في إرجاع الضمائر ضرب من استعمال البلغاء . ( 3 ) ولنا مع هذا الكلام وقفة ، وهي أن ما ذكره مبني على أن قوله سبحانه : ( ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون ) في تتمة المثل ، وأجزاء المشبه به ، ولكنك قد عرفت خلافه ، وأن المثل تم في قوله : ( فلما أضاءت ما