نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 34
التاسع : ما هو المراد من ضرب المثل ؟ قد استعمل الذكر الحكيم كلا من لفظي " المثل " و " المثل " في غير واحد من سوره وآياته حتى ناهز استعمالهما ثمانين مرة ، إلا أن الثاني يزيد على الأول بواحد . والأمثال جمع لكليهما ويميزان بالقرائن قال سبحانه : ( إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم ) ( 1 ) وهو في المقام ، جمع المثل لشهادة أنه يحكم على آلهتهم بأنها مثلهم في الحاجة والامكان . وقال سبحانه : ( تلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) . ( 2 ) فاقتران الأمثال بلفظ الضرب ، دليل على أنه جمع مثل . إلا أن المهم هو دراسة معنى " الضرب " في هذا المورد ونظائره ، فكثيرا ما يقارن لفظ المثل لفظ الضرب ، يقول سبحانه : ( ضرب الله مثلا ) . ( 3 ) وقال سبحانه : ( ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون ) . ( 4 ) وقد اختلفت كلمتهم في تفسير لفظ " الضرب " في هذا المقام ، بعد اتفاقهم على أنه في اللغة بمعنى إيقاع شئ على شئ ، ويتعدى باليد أو بالعصي أو بغيرهما من آلات الضرب ، قال سبحانه : ( أن اضرب بعصاك الحجر ) ( 5 ) وقد ذكروا وجوها : الأول : إن الضرب في هذه الموارد بمعنى المثل ، والمرا د هو التمثيل ، وهو