نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 274
لما رأت معاجزه الباهرة ودلائله الساطعة ، فأظهرت إيمانها غير خائفة من بطش فرعون وقد نقل أنه وتدها بأربعة أوتاد واستقبل بها الشمس . هذه هي المرأة الكاملة التي ضحت في سبيل عقيدتها واستقبلت الشهادة بصدر رحب ولم تعر للدنيا وزخارفها أية أهمية ، وكان هتافها حينما واجهت الموت قولها : ( رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ) . فقولها : " عندك " ، يهدف إلى القرب من رحمة الله ، وقولها : " في الجنة " يبين مكان القرب . فقد اختارت جوار ربها والقرب منه وآثرت بيتا يبنيه لها ربها على قصر فرعون الذي كان يبهر العقول ، ولكن زينة الحياة الدنيا عندها نعمة زائلة لا تقاس بالنعمة الدائمة . ثم إنه سبحانه يضرب مثلا آخر للمؤمنات مريم ابنة عمران ، ويصفها بقوله : ( ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ) . ترى أنه سبحانه يصفها بالصفات التالية : 1 . ( أحصنت فرجها ) فصارت عفيفة كريمة وهذا بإزاء ما افتعله اليهود من البهتان عليها ، كما يعرب عنه قوله سبحانه : ( وقولهم على مريم بهتانا عظيما ) ( 1 ) وفي سورة الأنبياء قوله : ( والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا ) . ( 2 )
1 - النساء : 156 . 2 - الأنبياء : 91 .
274
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 274