نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 256
بالمؤلفة قلوبهم ، قال : ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم ) . ( 1 ) إلى عاشر يفرون من الزحف فرار الغنم من الذئب ، يقول سبحانه : ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار * ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ) . ( 2 ) وكم نطق التاريخ بفرار ثلة من الصحابة من ساحات الوغى ، يقول سبحانه عند ذكر غزوة أحد : ( إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم ) ( 3 ) ، ولم يكن الفرار مختصا بغزوة أحد بل عم غزوة حنين أيضا ، يقول سبحانه : ( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ) . ( 4 ) هذه إلمامة عابرة بأصناف الصحابة المذكورة في القرآن الكريم ، أفيمكن وعد جميع هذه الأصناف بالمغفرة ؟ ! مضافا إلى آيات أخرى تصف أعمالهم . نعم كان بين الصحابة رجال مخلصون يستدر بهم الغمام ، وقد وصفهم سبحانه في غير واحد من الآيات التي لا تنكر . والكلام الحاسم : إن وعد المغفرة لصنف منهم لا لجميع الأصناف ، كما أن عدالتهم كذلك .