نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 254
عظيما ، وذلك لأن المنافقين كانوا مندسين في صفوف أصحابه ، فلا يصح وعد المغفرة لكل من صحب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ورآه وعاش معه وقلبه خال من الإيمان ، ولذلك قال سبحانه : ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ) فكلمة " منهم " تعرب عن أن المغفرة لا تعم جميع الأصحاب بل هي مختصة بطائفة دون أخرى . وما ربما يقال من أن " من " بيانية لا تبعيضية غير تام . لأن من البيانية لا تدخل على الضمير ، ويؤيد ذلك قوله : ( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم ) . ( 1 ) والحاصل : إنه لا يمكن القول بشمول أدلة المغفرة والأجر العظيم لقاطبة من صحب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مع أنهم على أصناف شتى . فمن منافق معروف ، عرفه الذكر الحكيم بقوله : ( إذا جاءك المنافقون ) . ( 2 ) إلى آخر مختف لا يعرفه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قال سبحانه : ( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم ) . إلى ثالث يصفهم الذكر الحكيم بمرضى القلوب ، ويقول : ( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ) . ( 3 ) إلى رابع سماعون لنعق كل ناعق فهم كالريشة في مهب الريح يميلون