نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 246
إن هذه الآيات بشهادة ما تليها تبين حال كفار قريش ومشركي مكة الذين أشعلوا فتيل الحرب في بدر . فقال : ( إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ) أي منعوا الآخرين من الاهتداء بهدى الإسلام ، فهؤلاء أضل أعمالهم ، أي أحبط أعمالهم وجعلها هباء منثورا . فلا ينتفعون من صدقاتهم وعطياتهم إشارة إلى غير واحد من صناديد قريش الذين نحروا الإبل في يوم بدر وقبله . فيقابلهم المؤمنون كما قال : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم ) . فلو أنه سبحانه أضل أعمال الكافرين وأحبط ما يقومون به من صدقات ، لكنه سبحانه من جهة أخرى جعل صالح أعمال المؤمنين كفارة لسيئاتهم وأصلح بالهم . فشتان ما بين كافر وصاد عن سبيل الله ، يحبط عمله . ومؤمن بالله وبما نزل على محمد ، يكفر سيئاته بصالح أعماله . ومن هذا التقابل علم مكانة الكافر والمؤمن ، كما علم نتائج أعمالهما . ثم إنه سبحانه يدلل على ذلك بأن الكافرين يقتفون أثر الباطل ولذلك يضل أعمالهم ، وأما المؤمنون فيتبعون الحق فينتفعون بأعمالهم ، وقال : ( ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم ) . وفي ختام الآية الثانية ، قال : ( كذلك يضرب الله للناس أمثالهم ) أي كذلك يبين حال المؤمن والكافر ونتائج أعمالهما وعاقبتهما . وعلى ذلك فالآية ليست من قبيل التمثيل ، بل بمعنى الوصف ، أي كذلك يصف سبحانه للناس حال الكافر والمؤمن وعاقبتهما . فليس هناك أي تشبيه
246
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 246