نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 210
بأنها لا شرقية ولا غربية لأنها روحانية ، ووصفهم بقوله : ( يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ) لكثرة علومهم وشدة اطلاعهم على أسرار ملكوت الله تعالى . القول الثامن : إن المراد من ( مثل نوره ) ، أي مثل نور الإيمان في قلب محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كمشكاة فيها مصباح ، فالمشكاة نظير صلب عبد الله ، والزجاجة نظير جسد محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والمصباح نظير الإيمان في قلب محمد أو نظير النبوة في قلبه . القول التاسع : إن " المشكاة " نظير إبراهيم ( عليه السلام ) ، والزجاجة نظير إسماعيل ( عليه السلام ) ، والمصباح نظير جسد محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والشجرة النبوة والرسالة . القول العاشر : إن قوله : ( مثل نوره ) يرجع إلى المؤمن . ( 1 ) إن المشبه هو نور الله المشرق على قلوب المؤمنين ، والمشبه به النور المشرق من زجاجة ، وقوله سبحانه : ( يهدي الله لنوره من يشاء ) استئناف يعلل به اختصاص المؤمنين بنور الإيمان والمعرفة وحرمان غيرهم ، ومن المعلوم من السياق أن المراد بقوله : ( من يشاء ) هم الذين يذكرهم الله سبحانه بقوله بعد هذه الآية : ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ) ( 2 ) فالمراد بمن يشاء المؤمنون بوصف كمال إيمانهم . والمعنى أن الله إنما هدى المتلبسين بكمال الإيمان إلى نوره دون المتلبسين بالكفر . ( 3 ) وقوله : ( يضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم ) إشارة إلى أن المثل المضروب تحته طور من العلم ، وإنما اختير المثل لكونه أسهل الطرق لتبين الحقائق والدقائق ، ويشترك فيه العالم والعامي فيأخذ منه كل ما قسم له ، قال تعالى : ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) . ( 4 )