responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 199


الحياة والموت يتكرر على طول السنة ويشاهده الإنسان بأم عينه ، دون أن يعتبر بها ، فهذا ما صيغ لأجله التمثيل .
يقول سبحانه : ( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض ) على وجه يلتف بعضه ببعض ، يروق الإنسان منظره ، فلم يزل على تلك الحال إلى أن ينتقل إلى حالة لا نجد فيها غضاضة ، وهذا ما يعبر عنه القرآن ، بقوله : ( فأصبح هشيما ) أي كثيرا مفتتا تذوره الرياح فتنقله من موضعه إلى موضع ، فانقلاب الدنيا كانقلاب هذا النبات ( وكان الله على كل شئ مقتدرا ) .
ثم إنه سبحانه يشبه المال والبنين بالورود والأزهار التي تظهر على النباتات ووجه الشبه هو طروء الزوال بسرعة عليها ، فهكذا الأموال والبنون .
وإنما هي زينة للحياة الدنيا ، فإذا كان الأصل موقتا زائلا ، فما ظنك بزينته ، فلم يكتب الخلود لشئ مما يرجع إلى الدنيا ، فالاعتماد على الأمر الزائل ليس أمرا صحيحا عقلائيا ، قال سبحانه : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) .
نعم ، الخلود للأعمال الصالحة بمالها من نتائج باهرة في الحياة الأخروية ، قال سبحانه : ( والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا ) . ( 1 ) ثم إنه سبحانه يؤكد على زوال الدنيا وعدم دوامها من خلال ضرب أمثلة ، فقد جاء روح هذا التمثيل في سورة يونس الماضية . ( 2 )


1 - مريم : 76 . 2 - أنظر التمثيل الرابع عشر وسورة يونس 25 ، كما يأتي مضمونها عند ذكر التمثيل الوارد في سورة الحديد ، الآية 20 .

199

نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست