نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 196
يجزيني ربي في الآخرة خيرا من جنتك ، كما أترقب أن يرسل عذابا من السماء على جنتك فتصبح أرضا صلبة لا ينبت فيها شئ ، أو يجعل ماءها غائرا ذاهبا في باطن الأرض على وجه لا تستطيع أن تستحصله . قالها أخوه وهو يندد به ويحذره من مغبة تماديه في كفره وغيه ويتكهن له بمستقبل مظلم . فعندما جاء العذاب وأحاط بثمره ، ففي ذلك الوقت استيقظ الأخ الكافر من رقدته ، فأخذ يقلب كفيه تأسفا وتحسرا على ما أنفق من الأموال في عمارة جنتيه ، وأخذ يندم على شركه ، ويقول : يا ليتني لم أكن مشركا بربي ، ولكن لم ينفعه ندمه ولم يكن هناك من يدفع عنه عذاب الله ولم يكن منتصرا من جانب ناصر . هذه حصيلة التمثيل ، وقد بينه سبحانه على وجه الإيجاز ، بقوله : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ) . ( 1 ) وقد روى المفسرون أنه سبحانه أشار إلى هذا التمثيل في سورة الصافات في آيات أخرى ، وقال : ( قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول أإنك لمن المصدقين * أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون * قال هل أنتم مطلعون * فاطلع فرآه في سواء الجحيم ) . ( 2 ) إلى هنا تبين مفهوم المثل ، وأما تفسير مفردات الآية وجملها ، فالإمعان فيما ذكرنا يغني الباحث عن تفسير الآية ثانيا ، ومع ذلك نفسرها على وجه الإيجاز .
1 - الكهف : 46 . 2 - الصافات : 51 - 55 .
196
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 196