نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 192
فالإمعان في مجموع ما ورد في الآيات والروايات يدل بوضوح على أن الاقتصاد في الحياة هو الأصل الأساس في الإسلام ، ولعله بذلك سميت الأمة الإسلامية بالأمة الوسط ، قال سبحانه : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) . ( 1 ) وهناك كلمة قيمة للإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حول الإعتدال نأتي بنصها : دخل الإمام على العلاء بن زياد الحارثي وهو من أصحابه يعوده ، فلما رأى سعة داره ، قال : " ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا ، وأنت إليها في الآخرة كنت أحوج ؟ بلى إن شئت بلغت بها الآخرة ، تقري فيها الضيف ، وتصل فيها الرحم ، وتطلع منها الحقوق مطالعها ، فإذا أنت قد بلغت بها الآخرة " . فقال له العلاء : يا أمير المؤمنين ، أشكو إليك أخي عاصم بن زياد . قال : " وما له ؟ " قال : لبس العباءة وتخلى عن الدنيا . قال : " علي به " . فلما جاء قال : " يا عدي نفسك : لقد استهام بك الخبيث ! أما رحمت أهلك وولدك ! أترى الله أحل لك الطيبات ، وهو يكره أن تأخذها ؟ ! أنت أهون على الله من ذلك " . قال : يا أمير المؤمنين ، هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك ! قال : " ويحك ، إني لست كأنت ، إن الله تعالى فرض على أئمة العدل ( الحق ) أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس ، كيلا يتبيغ بالفقير فقره ! " ( 2 )
1 - البقرة : 143 . 2 - نهج البلاغة ، الخطبة 209 .
192
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 192