نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 147
الأرض آخذة زخرفها على التمثيل بالعروس إذا أخذت الثياب الفاخرة من كل لون فاكتستها وتزينت بغيرها من ألوان الزين . قوله : ( قادرون عليها ) ، أي متمكنون من استثمارها والانتفاع بثبوتها . قوله : ( أتاها أمرنا ) كناية عن نزول بعض الآفات على الجنات والمزارع حيث يجعلها " حصيدا " شبيها بما يحصد من الزرع في استئصاله . قوله : ( كأن لم تغن ) بمنزلة قوله : كأن لم ينبت زرعها . قوله : ( دار السلام ) فهو من أوصاف الجنة ، لأن أهلها سالمون من كل مكروه ، بخلاف المقام فإنها دار البلاء . هذا ما يرجع إلى تفسير مفردات الآية . وأما تفسيرها الجملي ، فنقول : نفترض أرضا خصبة رابية صالحة لغرس الأشجار وزرع النبات وقد قام صاحبها باستثمارها من خلال غرس كل ما ينبت فيها ، فلم يزل يتعاهدها بمياه الأمطار والسواقي ، فغدت روضة غناء مكتظة بأشجار ونباتات متنوعة ، وصارت الأرض كأنها عروس تزينت وتبرجت ، وأهلها مزهوون بها يظنون أنها بجهدهم ازدهرت ، وبإرادتهم تزينت وأنهم أصحاب الأمر لا ينازعهم فيها منازع . فيعقدون عليها آمالا طويلة ، ولكن في خضم هذه المراودات يباغتهم أمره سبحانه ليلا أو نهارا فيجعل الطري يابسا ، كأنه لم يكن هناك أي جنة ولا روضة . هذا هو المشبه به والله سبحانه يمثل الدنيا بهذا المثل ، وهو أن الإنسان ربما يغتر بالدنيا ويعول الكثير من الآمال عليها مع سرعة زوالها وفنائها ، وعدم ثباتها واستقرارها .
147
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 147