نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 141
رب إن تعف فالمعافاة ظني أو تعاقب فلم تعاقب بريا فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إن أخاك آمن شعره ، وكفر قلبه " وأنزل الله تعالى الآية . ( 1 ) وقيل : إنه أبو عامر بن النعمان بن صيفي الراهب الذي سماه النبي الفاسق ، وكان قد ترهب في الجاهلية ولبس المسوح ، فقدم المدينة ، فقال للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما هذا الذي جئت به ، قال : " جئت بالحنيفية دين إبراهيم " ، قال : فأنا عليها ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لست عليها ولكنك أدخلت فيها ما ليس منها " . فقال أبو عامر : أمات الله الكاذب منا طريدا وحيدا ، فخرج إلى أهل الشام وأرسل إلى المنافقين أن استعدوا السلاح ، ثم أتى قيصر وأتى بجند ليخرج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من المدينة ، فمات بالشام طريدا وحيدا . والظاهر أن المشبه ليس خصوص هذين الرجلين ، بل كما قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : " الأصل في ذلك بلعم ، ثم ضربه الله مثلا لكل مؤثر هواه على هدى الله من أهل القبلة " . ( 2 ) وفي الآية دلالة واضحة على أن العبرة في معرفة عاقبة الإنسان هي أخريات حياته ، فربما يكون مؤمنا في شبابه ويرتد عن الدين في شيخوخته وهرمه ، فليس صلاح الإنسان وفلاحه في عنفوان شبابه دليلا على صلاحه ونجاته في آخر عمره .
1 - مجمع البيان : 2 / 499 - 500 . 2 - مجمع البيان : 2 / 500 .
141
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 141