نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 13
وقال عبد القاهر الجرجاني ( المتوفى عام 471 ه ) : إعلم أن مما اتفق العقلاء عليه أن التمثيل إذا جاء في أعقاب المعاني ، أو أبرزت هي باختصار في معرضه ، ونقلت عن صورها الأصلية إلى صورته كساها أبهة ، وكسبها منقبة ، ورفع من أقدارها ، وشب من نارها ، وضاعف قواها في تحريك النفوس لها ، ودعا القلوب إليها ، واستثار من أقاصي الأفئدة صبابة وكلفا ، وقسر الطباع على أن تعطيها محبة وشغفا . فإن كان ذما : كان مسه أوجع ، وميسمه ألذع ، ووقعه أشد ، وحده أحد . وإن كان حجاجا : كان برهانه أنور ، وسلطانه أقهر ، وبيانه أبهر . وإن كان افتخارا : كان شأوه أمد ، وشرفه أجد ( 1 ) ولسانه ألد . وإن كان اعتذارا : كان إلى القبول أقرب ، وللقلوب أخلب ، وللسخائم أسل ، ولغرب الغضب أفل ، وفي عقد العقود أنفث ، وحسن الرجوع أبعث . وإن كان وعظا : كان أشفى للصدر ، وأدعى إلى الفكر ، وأبلغ في التنبيه والزجر ، وأجدر أن يجلي الغياية ( 2 ) ويبصر الغاية ، ويبري العليل ، ويشفي الغليل . ( 3 ) 4 . وقال أبو السعود ( المتوفى عام 982 ه ) : إن التمثيل ليس إلا إبراز المعنى المقصود في معرض الأمر المشهور ، وتحلية المعقول بحلية المحسوس ، وتصوير أوابد المعاني بهيئة المأنوس ، لاستمالة الوهم واستنزاله عن معارضته للعقل ، واستعصائه عليه في إدراك الحقائق الخفية ، وفهم الدقائق الأبية ، كي
1 - من الجد : الحظ ، يقال : هو أجد منك ، أي أحظ . 2 - الغياية : كل ما أظلك من فوق رأسك . 3 - أسرار البلاغة : 101 - 102 .
13
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 13