نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 123
ويؤيده ما روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : أسري بي إلى السماء رأيت رجالا بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبرئيل ؟ قال : هؤلاء آكلة الربا . 3 . إن المراد من المس ليس هو الجنون ، وإن كان المس يستعمل فيه ، بل المراد من تبع الشيطان وأجاب دعوته ، كما هو الحال في قوله سبحانه : ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) ( 1 ) ، وذلك لأن الشيطان يدعو إلى طلب اللذات والشهوات والاشتغال بغير الله ، فهذا هو المراد من مس الشيطان ، ومن كان كذلك كان في أمر الدنيا متخبطا ، فتارة يجره الشيطان إلى اتباع النفس والهوى ، وتارة تجره الفطرة إلى الدين والتقوى فتضطرب حياته ويسودها القلق . فلا شك أن آكل الربا يكون مفرطا في حب الدنيا متهالكا عليها ، ولذلك تكون حياته الدنيوية حياة غير منظمة وعلى غير استواء . وهناك وجه رابع ذكره السيد الطباطبائي وهو : إن الإنسان الممسوس الذي اختلت قوته المميزة لا يفرق بين الحسن والقبيح ، والنافع والضار ، والخير والشر ، فهكذا حال المرابي في أخذه للربا فإن الذي تدعو إليه الفطرة أن يعامل بمعاوضة ما عنده من المال الذي يستغني عنه مما عند غيره من المال الذي يحتاج إليه . وأما إعطاء المال وأخذ ما يماثله بعينه مع زيادة ، فهذا شئ ينهدم به قضاء الفطرة وأساس المعيشة ، فإن ذلك ينجر من جانب المرابي إلى اختلاس المال من يد المدين وتجمعه وتراكمه عند المرابي ، فإن هذا المال لا يزال ينمو ويزيد ، ولا ينمو إلا من مال الغير ، فهو
1 - الأعراف : 201 .
123
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 123