وقال العبري الفرغاني : " موضوع " [1] . وقال شيخ الإسلام الهروي : " باطل " [2] . هذه كلمات أكابر القوم . . ومثلها عن غير من ذكر . . تجد ذلك كله في رسالة لنا مفردة في هذا الحديث مطبوعة * . قال ( 266 ) : ( السادس : قول النبي : الخلافة بعدي ثلاثون سنة . . . ) . أقول : وهذا الحديث كسابقه . . فإنهم لم يرووه عن أحد من الصحابة المشهورين . . وإنما هو عن ( سفينة ) وهو أحد الموالي ، قيل : كان مولى رسول الله ، وقيل : مولى أم سلمة . . وهو مجهول حتى اسمه لم يعرف ، لأن سفينة لقب له ، فقيل اسمه : مهران ، وقيل : رومان ، وقيل : نجران ، وقيل غير ذلك . ثم إنه لم يروه عنه إلا : " سعيد بن جمهان " الذي نص أكابرهم على أنه لا يحتج به . فعن أبي حاتم " يكتب حديثه ولا يحتج به " وعن أحمد : " إنه سئل عنه ، فلم يرضه " وعن الساجي : " لا يتابع على حديثه " وعن البخاري : " في حديثه عجائب " وعن ابن معين : " روى عن سفينة أحاديث لا يرويه غيره " ( 3 ) . قلت : وهذا منها . ثم إن هذا الحديث مما أعرض عنه البخاري ومسلم وغيرهما ، ولم يخرجه سوى الترمذي وأبي داود بالسند المذكور . ويعارضه ما رووه عن حذيفة : " إن الخلافة تصير ملكا عاضا ثم ملكا
[1] شرح المنهاج للبيضاوي . مخطوط . [2] الدر النضيد 97 . * وهي أيضا مطبوعة في هذه المجموعة . ( 3 ) لاحظ : تهذيب التهذيب 4 / 13 .