نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 8
ومكونات موقفه من التاريخ ومحركات وجدانه وما قد بني على هذا من حاضر ، وأمل مستقبلي ، في تمهيد واضح إلى الاستبدال . من أجل ذلك ، ولأن عناصر الوعي في العقل الإسلامي مرتبطة بالحقيقة ، وهي تخبو كلما ابتعدت عنها وتكبلت بالغموض واللا منطقية الناشئة عن الفهم المبهم للتاريخ والتراث ، وكلما كبلت بالنهج التجميلي المزور ، وبالتبرير الملفق للانحراف المزمن . فمن أجل هذا وذاك كان من مستلزمات النهوض أن نزيل هذا المكبلات بالنقد الموضوعي ، لتشخيص الانحراف والمؤثرات التي قادت الأمة إلى هاويتها عبر التاريخ ، لنعلم في المقابل المؤثرات التي تصلح الشأن . من ناحية أخرى ، إننا نرى أن الإثارات التي ألمحنا إليها حول عقائد الشيعة ، لم يكن أمرا ضروريا في عملية المواجهة مع الغرب الظالم ، لا سيما أن هذه الإثارات بالذات ليست جديدة ، بل قد اجترت كثيرا منذ عشرة قرون أو يزيد ، وامتلأت كتب علم الكلام في مناقشة هذه المواضيع ، بحيث لم يبقى من مزيد لأحد ليدلي به دلوه ، ولقد انطفأ الكلام حولها منذ عدة عقود من الزمن ، لذلك فإن إثارتها اليوم في هذه الظروف بالذات ، ولو بحلة لفظية جديدة تحمل مضمونها القديم المبتذل ، أو تحت شعارات براقة كالانفتاح وتوحيد المسلمين ، يبدو أنه ولو دون قصد من أصحابها ، جزء من مخطط الهجمة الغربية على حصون المسلمين عموما ، لعلم مثيريها أنه لا ينتج عنها سوى استدراج النخب وإشغالها بالرد ، في عملية إلهاء خطيرة عن المصير الخطير . ولو أن هذه الإثارات كانت عابرة ،
8
نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 8