نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 44
يكن القضاء الإلهي به ، كما هو في علم الله تعالى ، مواكبا لمرحلة الإمام الثاني عشر ( عليه السلام ) ، ليلحق الأذى بعملية الإيمان ، ولا بالخط القويم الذي تأسس بعد ما يقارب الثلاثة قرون من حياة الرسالة ، فلقد أصبحت أرضية الإسلام في صميم شخصية الأمة وثقافتها وعلاقاتها الحياتية ، خلافا لما كانت الحال حين وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وخلال العقود الكثيرة التي تلت ذلك ، وتأسس في داخله الخط الذي يمثل الوجه المتكامل الصحيح للرسالة الإسلامية ليكون شاهدا على ما عداه ، وأصبح راسخا كالجبال ، وأصحابه على درجة من اليقين تجعلهم مستعدين للتضحية بدمائهم وأموالهم في سبيل الحق ودفع الظلم ، ولم يعد القضاء على هذا النهج ممكنا ، وسيبقى قائما ، وكل مسلم مكلف بالإقرار لإمام الحق ، حتى يأذن الله لوليه حين تتوفر الشروط الموضوعية لذلك ، والتي من جملتها عودة الأمة عن غيها ، والإذعان لله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) في شأن هذه المرجعية الربانية التنصيب ، وطلبها بصدق . أما قولنا لماذا لا يظهر للمؤمنين به ليحكم بهم العالم ، فذلك سؤال يحتاج إلى مقدمات واقعية ، وليس من العسير أن نثبت عدم نضجها بعد ، وظهوره سلام الله عليه قبل ذلك لن ينتج عنه في أحسن الأحوال إلا تأسيس دولة من الشيعة تستعديها بقية الدول بما فيها دول المسلمين . وهذه دولة الجمهورية الإسلامية تمثل شاهدا حيا على ذلك الواقع . ولا يمكن القول لماذا لا يفرض سيطرته حينئذ على العالم بما آتاه الله من العلوم ، فهذا القول خطأ في المبدأ ، لأن الله تعالى لو أراد أن يجبر الناس
44
نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 44