نام کتاب : الإمام الحسين في أحاديث الفريقين نویسنده : السيد علي الأبطحي جلد : 1 صفحه : 199
[1] الإمام الحسين في عصر الإمام الحسن المجتبى ( عليهما السلام ) إن الحسن نشأ في كنف جده النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفي رعاية أبيه علي وأمه فاطمة وهو أول ولد يولد من سلالة الرسالة ليحفظ الله به وبأخيه الإمام الحسين نمو تلك الشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء . إن الحسن قطعة من وجود الرسول الأكرم وومضة من روحه وصورة تحكيه . إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ورثه هيبته وسؤدده حتى قيل فيه : عليه سيماء الأنبياء وهيبة الملوك ، بحيث يبسط له على باب داره فإذا خرج وجلس انقطع الطريق فما يمر أحد من خلق الله إجلالا له ، فإذا علم قام ودخل بيته [1] و . . .
[1] ابن شهرآشوب عن محمد بن إسحاق في كتابه قال : ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما بلغ الحسن ، كان يبسط له على باب داره فإذا خرج وجلس انقطع الطريق فما مر أحد من خلق الله إجلالا له فإذا علم قام ودخل بيته فمر الناس ، ولقد رأيته في طريق مكة ماشيا فما من خلق الله أحد رآه إلا نزل ومشى حتى رأيت سعد بن أبي وقاص يمشي [ المناقب : 3 / ، بحار الأنوار : 43 / 338 ، عوالم العلوم : 16 / 135 ] . ابن شهرآشوب : قيل للحسن بن علي ( عليهما السلام ) : إن فيك عظمة ، قال : بل في عزة ، قال الله تعالى : { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين } [ المنافقون ( 63 ) : 8 ] . وقال واصل بن عطاء : كان الحسن بن علي ( عليهما السلام ) عليه سيماء الأنبياء وبهاء الملوك [ المناقب : 3 / 176 ، بحار الأنوار : 43 / 338 ] . الطبرسي : عن الشعبي وأبي مخنف ، ويزيد بن أبي حبيب المصري أنهم قالوا : لم يكن في الإسلام يوم في مشاجرة قوم اجتمعوا في محفل أكثر ضجيجا ولا أعلى كلاما ولا أشد مبالغة في قول ، من يوم اجتمع فيه عند معاوية بن أبي سفيان ، عمرو بن عثمان بن عفان وعمرو بن العاص ، وعتبة بن أبي سفيان ، والوليد بن عقبة بن أبي معيط والمغيرة بن شعبة وقد تواطؤوا على أمر واحد . فقال عمرو بن العاص : ألا تبعث إلى الحسن بن علي فتحضره فقد أحيا سيرة [ سنة - المصدر ] أبيه وخفقت النعال خلفه ، إن أمر فأطيع وإن قال فصدق ، وهذان يرفعان به إلى ما هو أعظم منهما ، فلو بعثت إليه فقصرنا به وبأبيه وسببناه وسببنا أباه ، وصغرنا بقدره وقدر أبيه وقعدنا لذلك حتى صدق لك فيه . فقال [ لهم ] معاوية : إني أخاف أن يقلدكم قلائد يبقى عليكم عارها حتى تدخلكم قبوركم ، والله ما رأيته قط إلا كرهت جنابه ، وهبت عتابه وإني بعثت إليه لأنصفنه منكم . فقال عمرو بن العاص : أتخاف أن يتسامى باطله على حقنا ومرضه على صحتنا ؟ قال : لا ، قال : فابعث إذا إليه . فقال عتبة : هذا رأي لا أعرفه ، والله ما تستطيعون أن تلقوه بأكثر ولا أعظم مما في أنفسكم عليه ، ولا يلقاكم إلا بأعظم مما في نفسه عليكم وإنه لمن أهل بيت خصم ، جدل . فبعثوا إلى الحسن ( عليه السلام ) ، فلما أتاه الرسول قال له : يدعوك معاوية ، قال : ومن عنده ؟ قال الرسول : عنده فلان وفلان ، وسمى كلا منهم باسمه ، فقال الحسن ( عليه السلام ) : ما لهم خر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث . . . فتكلم عمرو بن عثمان بن عفان ، فقال : ما سمعت كاليوم إن بقي من بني عبد المطلب على وجه الأرض من أحد بعد قتل الخليفة عثمان بن عفان وكان من ابن أختهم ، والفاضل في الإسلام منزلة ، والخاص برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إثرة ، فبئس كرامة الله حتى سفكوا دمه اعتداءا وطلبا للفتنة وحسدا ونفاسة ، وطلب ما ليسوا بأهلين لذلك ، . . . فقال الإمام ( عليه السلام ) : وأنتم في رهط قريب من عدة أولئك لعنوا على لسان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأشهد لكم وأشهد عليكم أنكم لعناء الله على لسان نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كلكم . وأنشدكم بالله ! هل تعلمون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعث إليك لتكتب له لبني خزيمة حين أصابهم خالد بن الوليد فانصرف إليه الرسول فقال : " هو يأكل " فأعاد الرسول إليك ثلاث مرات ، كل ذلك ينصرف الرسول إليه ويقول : هو يأكل ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اللهم لا تشبع بطنه ، فهي والله في نهمتك وأكلك إلى يوم القيامة . ثم قال : أنشدكم بالله ! هل تعلمون أن ما أقول حقا أنك يا معاوية كنت تسوق بأبيك على جمل أحمر ، ويقوده أخوك هذا القاعد ، وهذا يوم الأحزاب فلعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الراكب والقائد والسائق ، فكان أبوك الراكب ، وأنت يا أزرق السائق وأخوك هذا القائد ؟ ثم أنشدكم بالله هل تعلمون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعن أبا سفيان في سبعة مواطن : أولهن : حين خرج من مكة إلى المدينة وأبو سفيان جاء من الشام ، فوقع فيه أبو سفيان فسبه ، وأوعده ، وهم أن يبطش به ، ثم صرفه الله عز وجل عنه . والثاني : يوم العير ، حيث طردها أبو سفيان ليحرزها من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . والثالث : يوم أحد يوم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الله مولانا ولا مولى لكم ، وقال أبو سفيان : لنا العزى ولا عزى لكم ، فلعنه الله وملائكته ورسوله والمؤمنون أجمعون . والرابع : يوم حنين يوم جاء أبو سفيان بجمع قريش وهوازن ، وجاء عيينة بغطفان واليهود فردهم الله عز وجل بغيظهم لم ينالوا خيرا هذا قول الله عز وجل له في سورتين في كلتيهما يسمى أبا سفيان وأصحابه كفارا ، وأنت يا معاوية يومئذ مشرك على رأي أبيك بمكة وعلي يومئذ مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلى رأيه ودينه . والخامس : قول الله عز وجل : { والهدي معكوفا أن يبلغ محله } [ الفتح ( 48 ) : 25 ] وصددت أنت وأبوك ومشركو قريش رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلعنه الله لعنة شملته وذريته إلى يوم القيامة . والسادس : يوم الأحزاب يوم جاء أبو سفيان بجمع قريش وجاء عيينة بن حصين بن بدر بغطفان فلعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) القادة والأتباع والساقة إلى يوم القيامة ، فقيل : يا رسول الله ، أما في الأتباع مؤمن ؟ قال : لا تصيب [ تعيب - المصدر ] اللعنة مؤمنا من الأتباع ، وأما القادة فليس فيهم مؤمن ولا مجيب ولا ناج . والسابع : يوم الثنية يوم شد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اثنا عشر رجلا سبعة منهم من بني أمية وخمسة من سائر قريش فلعن الله تبارك وتعالى ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حل الثنية غير النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وسائقه وقائده . ثم أنشدكم بالله هل تعلمون أن أبا سفيان دخل على عثمان حين بويع في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : يا ابن أخي هل علينا من عين ؟ فقال : لا ، فقال أبو سفيان : تداولوا الخلافة [ يا ] فتيان بني أمية فوالذي نفس أبي سفيان بيده ما من جنة ولا نار . وأنشدكم بالله أتعلمون أن أبا سفيان أخذ بيد الحسين ( عليه السلام ) حين بويع عثمان وقال : يا ابن أخي أخرج معي إلى بقيع الغرقد فخرج حتى إذا توسط القبور اجتره فصاح بأعلى صوته : يا أهل القبور ، الذي تقاتلوننا عليه صار بأيدينا وأنتم رميم ، فقال الحسين بن علي ( عليهما السلام ) : قبح الله شيبتك وقبح وجهك ، ثم نتر يده وتركه فلولا النعمان بن بشير أخذ بيده ورده إلى المدينة لهلك ، فهذا لك يا معاوية فهل تستطيع أن ترد علينا شيئا . ومن لعنتك يا معاوية إن أباك أبا سفيان كان يهم أن يسلم ، فبعثت إليه بشعر معروف مروي في قريش عندهم [ وغيرهم - المصدر ] تنهاه عن الإسلام وتصده . ومنها إن عمر بن الخطاب ولاك الشام فخنت به ، وولاك عثمان فتربصت به ريب المنون ، ثم أعظم من ذلك [ جرأتك على الله ورسوله ] إنك قاتلت عليا صلوات الله عليه وقد عرفته وعرفت سوابقه وفضله وعلمه ، على أمر هو أولى به منك ومن غيرك عند الله وعند الناس ولا دينة بل أوطأت الناس عشوة ، وأرقت دماء خلق من خلق الله بخدعك وكيدك وتمويهك ، فعل من لا يؤمن بالمعاد ، ولا يخشى العقاب ، فلما بلغ الكتاب أجله ، صرت إلى شر مثوى ، وعلي إلى خير منقلب ، والله لك بالمرصاد . فهذا لك يا معاوية خاصة ، وما أمسكت عنه من مساويك وعيوبك فقد كرهت به التطويل . وأما أنت يا عمرو بن عثمان فلم تك للجواب حقيقا لحمقك إن تتبع هذه الأمور ، فإنما مثلك مثل البعوضة إذ قالت للنخلة : استمسكي فإني أريد أن أنزل عنك ، فقال لها النخلة : ما شعرت بوقوعك ، فكيف يشق علي نزولك ؟ ! وإني والله ما شعرت أن تحسن [ تحس - المصدر ] أن تعادي لي فيشق علي ذلك وإني لمجيبك في الذي قلت : إن سبك عليا أينقص في حسبه ؟ ! أو بباعدة [ يباعده - المصدر ، تباعده - بحار الأنوار ] من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ ! أو بسوء بلائه في الإسلام ؟ ! أو بجور في حكم ، أو رغبة في الدنيا ؟ ! فإن قلت واحدة منها فقد كذبت ، وأما قولك : إن لكم فينا تسعة عشر دما بقتلي مشركي بني أمية ببدر ، فإن الله ورسوله قتلهم ، ولعمري ليقتلن من بني هاشم تسعة عشر وثلاثة بعد تسعة عشر ثم يقتل من بني أمية تسعة عشر وتسعة عشر في موطن واحد سوى ما قتل من بني أمية لا يحصى عددهم إلا الله . وأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إذا بلغ ولد الوزغ ثلاثين رجلا ، أخذوا مال الله بينهم دولا ، وعباده خولا ، وكتابه دغلا ، فإذا بلغوا ثلاث مأة وعشرا حقت عليهم اللعنة ولهم ، فإذا بلغوا أربع مأة وخمسة وسبعين كان هلاكهم أسرع من لوك ثمرة ، فأقبل الحكم بن أبي العاص وهم في ذلك الذكر والكلام ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اخفضوا أصواتكم فإن الوزغ يسمع ، وذلك حين رآهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومن يملك بعده منهم أمر هذه الأمة يعني في المنام ، فسائه ذلك ، وشق عليه ، فأنزل الله عز وجل في كتابه { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن } [ الإسراء ( 17 ) : 60 ] يعني بني أمية وأنزل أيضا { ليلة القدر خير من ألف شهر } [ القدر ( 97 ) : 3 ] فأشهد لكم وأشهد عليكم ما سلطانكم بعد قتل علي إلا ألف شهر التي أجلها الله عز وجل في كتابه . وأما أنت يا عمرو بن العاص الشاني ، اللعين الأبتر فإنما أنت كلب ، أول أمرك إن أمك لبغية ، وإنك ولدت على فراش مشترك ، فتحاكمت فيك رجال قريش منهم أبو سفيان بن حرب ، والوليد بن المغيرة وعثمان بن الحارث والنضر بن الحارث بن كلدة والعاص بن وائل كلهم يزعم أنك ابنه ، فغلبهم عليك من بين القريش ألأمهم حسبا ، وأخبثهم منصبا ، وأعظمهم بغية . ثم قمت خطيبا وقلت : أنا شانئ محمد ، وقال العاص بن وائل : أن محمدا رجل أبتر لا ولد له ، فلو قد مات انقطع ذكره ، فأنزل الله تبارك وتعالى : { إن شانئك هو الأبتر } [ الكوثر ( 108 ) : 3 ] فكانت أمك تمشي إلى عبد قيس لطلب [ تطلب - المصدر ، لتطلب - البحار ] البغية ، تأتيهم في دورهم ورحالهم وبطون أوديتهم ، ثم كنت في كل مشهد يشهده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من عدوه أشدهم له عداوة وأشدهم له تكذيبا . . . إلى آخر الحديث [ الإحتجاج : 1 / 401 ، بحار الأنوار : 44 / 70 ، عوالم العلوم : 16 / 201 - 216 ] .
199
نام کتاب : الإمام الحسين في أحاديث الفريقين نویسنده : السيد علي الأبطحي جلد : 1 صفحه : 199