نام کتاب : الإمام الحسين في أحاديث الفريقين نویسنده : السيد علي الأبطحي جلد : 1 صفحه : 196
وعفى موضع قبرها . فلما نفض يده من تراب القبر ، هاج به الحزن ، فأرسل دموعه على خديه وحول وجهه إلى قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : السلام عليك يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) السلام عليك من ابنتك وحبيبتك وقرة عينك وزائرتك ، والبائتة في الثرى ببقيعك ، المختار الله فيها سرعة اللحاق بك ، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري ، وضعف عن سيدة النساء تجلدي إلا أن في التأسي لي بسنتك ، والحزن الذي حل بي لفراقك ، موضع التعزي ، ولقد وسدتك في ملحود قبرك بعد أن فاضت نفسك على صدري ، وغمضتك بيدي ، وتوليت أمرك بنفسي . نعم ، وفي كتاب الله أنعم القبول ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، قد استرجعت الوديعة ، وأخذت الرهينة ، واختلست الزهراء ، فما أقبح الخضراء والغبراء . يا رسول الله أما حزني فسرمد ، وأما ليلي فمسهد ، لا يبرح الحزن من قلبي أو يختار الله لي الدار التي فيها أنت مقيم ، وهم مهيج ، سرعان ما فرق الله بيننا وإلى الله أشكو ، ستنبئك ابنتك بتظافر أمتك علي وعلى هضمها حقها فاستخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا ، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين . سلام عليك يا رسول الله سلام مودع لا سئم ولا قال ، فإن انصرف فلا عن ملالة ، وإن أقم فلا عن سوء ظني بما وعد الله الصابرين ، الصبر أيمن وأجمل ، لولا غلبة المستولين علينا ، لجعلت المقام عند قبرك لزاما ، والتلبث عنده معكوفا ، ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية ، فبعين الله تدفن بنتك سرا ويهتضم إرثها جهرا ، ولم يطل العهد ، ولم يخلق منك الذكر ، فإلى الله يا رسول الله المشتكى ، وفيك اجعل العزاء ، فصلوات الله عليها وعليك ورحمة الله وبركاته [1] .