نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 161
عاشوراء أما هم ، فكانوا يقفون ذلك الموقف عن بصائر نافذة ، وعن خبرة وعلم اليقين بالمصير ، ولقد أصبح إيثارهم بأرواحهم لسيدهم الإمام الحسين عليه السلام عين اليقين ، للتاريخ ، ومضرب الأمثال للأجيال . ومثال واحد ذكره ابن عساكر عن محمد بن بشير الحضرمي الذي لازم الحسين وكان معه في كربلاء : [ 200 ] إذ جاءه نبأ ابنه أنه أسر بثغر الري ، فقال : عند الله أحتسبه ونفسي ، ما كنت أحب أن يؤسر ، ولا أن أبقى بعده . فسمع الحسين كلامه ، فقال له : رحمك الله ، وأنت في حل من بيعتي ، فاعمل في فكاك ابنك ! قال : أكلتني السباع حيا إن فارقتك ! فقال له الحسين : فأعط ابنك هذه الأثواب البرود ، يستعن بها في فداء أخيه . فأعطاه خمسة أثواب ، قيمتها ألف دينار [1] إن الكلمة لتقصر عن التعبير في وصف موقف هؤلاء ، كما أن الذهن ليعجز عن تصوير ما في قلوبهم من الود والإخلاص لإمامهم . إلا بتكرار عباراتهم نفسها
[1] مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور ( 7 / 129 - 130 ) ولقد تحدثنا عن المواقف الأخرى للشهداء ، تلك المليئة بالوفاء والإيثار في مقال بعنوان : شهداء حقا ، نشر في مجلة ذكريات المعصومين ، الكربلائية عام 1385 هجرية ، عدد محرم .
161
نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 161