responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي    جلد : 1  صفحه : 120


واعلم أن لله كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، وليس الله بناس لك أخذك بالظنة ، وقتلك أولياءه على الشبهة والتهمة ، ونفيك إياهم من دار الهجرة إلى الغربة والوحشة ] [1] وأخذك الناس بالبيعة لابنك غلام سفيه يشرب الشراب ويلعب بالكلاب .
ولا أعلمك إلا قد خسرت نفسك ، وأوبقت دينك ، وأكلت أمانتك ، وغششت رعيتك [ وسمعت مقالة السفيه الجاهل ، وأخفت التقي الورع الحليم ] [2] وتبوأت مقعدك من النار ، فبعدا للقوم الظالمين .
والسلام على من اتبع الهدى [3] إن موقف الإمام الحسين عليه السلام هذا الذي أبداه في جواب معاوية ، أربك معاوية بحيث فوجئ به ، وهو في أواخر أيامه ، وقد استنفد كل الجهود واستعد ليجني ثمارها ، فإذا به يواجه أسدا من بني هاشم يثور في وجهه ، ويحاسبه على جرائمه التي تكفي واحدة منها لإدانته أمام الرأي العام ، فكان يقول : إن أثرنا بأبي عبد الله إلا أسدا .
إن الحسين عليه السلام باتخاذه هذا الموقف من معاوية ، وضع أمام إنجازاته حجرة عرقلت سيرها ، وأوقفت إنتاجها السريع ، مما جعل معاوية يفكر ويخطط من جديد ، ولكن كبر السن لم يساعده ، والأجل لم يمهله ، وإن كان قد فتح للحسين صفحة في وصاياه لابنه من بعده .



[1] من الاحتجاج ، ولم يذكره البلاذري .
[2] ما بين المعقوفتين عن الاحتجاج .
[3] هذا السلام لم يرد في النص الكامل الذي نقله البلاذري ، وإنما ذكره في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام ، قال : وكان في آخر الكتاب : والسلام على من اتبع الهدى ! ! .

120

نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست