نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 112
نبيكم . وحسبنا الله وعليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير . إن هذا الموقف يعتبر ، أقوى معارضة علنية أقدم عليها الحسين عليه السلام في مواجهة معاوية وإجراءاته الخطرة التي دأب - طول حكمه - بعد استيلائه على أريكة الحكم في سنة ( 40 ) للهجرة على العمل بكل دهاء وتدبير ، لتأسيس دولته المنحرفة عن سنن الهدى والصلاح والتقى ، فحاول في الردة عن الإسلام إلى إحياء الجاهلية الأولى بما فيها من الظلم والعصبية والتجسيم لله ، والقول بالجبر والإرجاء وما إلى ذلك من الأفكار التي تؤدي إلى تحميق الناس وإخماد جذوة الحركة الثورية الإسلامية ، والتوحيدية الإصلاحية . فكانت حركة الحسين عليه السلام ، وبهذا الأسلوب المحكم الرصين ، وفي الزمان والمكان المنتخبين بدقة ، أول معارضة معلنة ضد كل الإجراءات تلك . وإن كان الإمام الحسين عليه السلام لم يكف مدة إمامته عن مواجهة معاوية بشكل خاص في القضايا الجزئية ، وفي اللقاءات الخاصة ، لكن هذا الإجراء العظيم اعتبره رجال الدولة ثورة معلنة ، وتحركا سياسيا خطرا على الدولة ، ومؤديا إلى تبخير كل الجهود والآمال والطموحات التي عملوا من أجلها طوال عشرين سنة من حكمهم الفاسد . معاوية بين فكي الأسد : كأن من مخططات معاوية مخالفة كل التراتيب الإدارية الإسلامية حتى في شكل تعيين الخليفة خارجا عن جميع الآراء حتى تلك التي عملها الخلفاء قبله ، فعمد إلى تجاوز سنن الذين سبقوه كلهم ، فلا هو عمل كما فعل أبو بكر في العهد لعمر من بعده ، ولا عمل مثل عمر في جعلها شورى ، ولا أرجع الأمر إلى أهل
112
نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 112