الأعاجم ليس فيهم عربي ، لكن لا يتكلمون إلا بالعربية ، لهم حافظ من غير جنسهم ما عصى الله قط ، هو أخص الوزراء . - ( وبعد فصل صحيفة يقول ) : فإن قلت : فما صورة ما يحكم به المهدي إذا خرج ؟ هل يحكم بالنصوص ؟ أو بالاجتهاد ؟ أو بهما ؟ . فالجواب - كما قاله الشيخ محي الدين - : أنه يحكم بما ألقى إليه ملك الالهام من الشريعة ، وذلك أن يلهمه الله الشرع المحمدي فيحكم به كما أشار إليه حديث المهدي : ( وأنه يقفو أثري ) ، فعرفنا ( ص ) أنه متبع لا مبتدع ، وأنه معصوم في حكمه ، إذ لا معنى للمعصوم في الحكم إلا أنه لا يخطئ ، وحكم رسول الله ( ص ) لا يخطئ ، فإنه ( ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) وقد أخبر عن المهدي أنه لا يخطئ ، وجعله ملحقا بالأنبياء في ذلك الحكم . قال الشيخ : فعلم أنه يحرم على المهدي القياس مع وجود النصوص التي منحه الله إياها على لسان ملك الالهام ، بل حرم بعض المحققين على جميع أهل الله القياس ، لكون رسول الله مشهودا لهم ، فإذا شكوا في صحة حديث أو حكم ، رجعوا إليه في ذلك فأخبرهم بالأمر الحق يقظة ومشافهة ، وصاحب هذا المشهد لا يحتاج إلى تقليد أحد من الأئمة غير رسول الله . قال الله تعالى : ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ) ، وأطال في ذلك ) انتهى . ( 4 ) الشيخ الموؤدي ومنهم : علي أكبر بن أسد الله الموؤدي ( 1 ) ، إذ قال في كتاب ( المكاشفات حاشية النفحات ) في ترجمة علي بن سهل بن الأزهر الأصفهاني ( 2 ) :
( 1 ) هو من متأخري علماء الهند السنيين وثقاتهم ، ترجمته في دانشمند أنه عامة ومهدي موعود ( 2 ) هكذا وجدناه في كتاب ( استقصاء الافحام ) ص 98 .