رسول الله ( ص ) في الخلق - بفتح الخاء - وقريبا منه في الخلق ، أسعد الناس به أهل الكوفة ، يقسم المال بالسوية ، ويعدل به في الرعية ، يمشي الخضر بين يديه ، يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا ، ويقفو أثر رسول الله ( ص ) ، له ملك يسدده من حيث لا يراه ، يفتح المدينة الرومية بالتكبير ، مع سبعين ألفا من المسلمين ، يعز الله به الإسلام بعد ذله ، ويحييه بعد موته ، ويضع الجزية ، ويدعو إلى الله بالسيف فمن أبى قتل ، ومن نازعه خذل ، يحكم بالدين الخالص عن الرأي ، ويخالف في غالب أحكامه مذاهب العلماء ، فينقبضون لذلك ، لظنهم أن الله تعالى لا يحدث بعد أئمتهم مجتهدا ، ( وأطال في ذكر وقائعه معهم ثم قال [1] - واعلم أن المهدي إذا خرج يفرح به المسلمون ، خاصتهم وعامتهم ، وله رجال إلهيون ، يقيمون دعوته وينصرونه ، هم الوزراء له ، يتحملون أثقال المملكة عنه ، ويعينونه على ما قلده الله به ، ينزل عليه عيسى بن مريم ( ع ) بالمنارة البيضاء ، شرق دمشق متكئا على ملكين ، ملك عن يمينه وملك عن يساره ، والناس في صلاة العصر ، فيتنحى الإمام من مقامه ، فيتقدم فيصلي بالناس ، ، يؤم الناس بسنة نبينا محمد ( ص ) ويكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويقبض الله إليه المهدي طاهرا مطهرا ) . ( 3 ) الشيخ الشعراني ومنهم : عبد الوهاب الشعراني ( 2 )
[1] هذا قول صاحب ( مشارق الأنوار ) . ( 2 ) وهو الشيخ العارف الخبير أبو المواهب عبد الوهاب بن علي الشعراني المتوفى سنة 973 . وهو من أجلة علماء السنة وأكابرهم كما هو مذكور في كتبهم ، ويعتقده شاه ولي الله : من أولياء الله كما لا يخفى على من يرى رسالته المسماة ب ( الانتباه في سلاسل أولياء الله ) ، وأبو مهدي الأستاذ عبد الله محمد بن العياشي المغزلي في ( مفتاح كنز الدراية ورواية المجموع من درر المجلد المسموع ) يعده من مشايخه وأساتذته كما يقول في ذكر حزب البحر ( صحبته - أي شيخه - المدة المذكورة في أول الترجمة ، وعادت علي بركة صحبته ، وهو صحب العلامة القاضي بدر الدين محمد بن يحيى بن عمر القرافي آخر قضاة العدل بمصر ، والشيخ العارف بالله تعالى الواعظ المتكلم على القلوب أبا عبد الله محمد بن الترجمان الحنفي ، وهما صحبا الولي العارف بالله صاحب التصانيف السائرة أبا محمد عبد الوهاب الشعراوي ، وهو صحب شيخ الإسلام أبا يحيى زكريا بن محمد الأنصاري ، وهو صحب الشيخ الإمام الحافظ المقري أبا النعيم زين الدين رضوان بن محمد العقبي ، وهو صحب شيخ الإسلام وأستاذ القراء شمس الدين أبا الخير محمد بن محمد الجزري - ثم قال بعد ذكر هذه السلسلة الطويلة - : وليتأمل المحب المخلص المتطلب الصلاح الحريص على اتصال حزب الفلاح والنجاح : ما اتفق له في هذه الطريقة المنيفة والسلسلة الشريفة من الاتصال بأعيان الصحابة الأربعة الخلفاء ، وأرباب المذاهب الأربعة الأئمة الحنفاء ، فلله الحمد والمنة وإياه نسأل الاعتصام بالسنة ) * وراجع أيضا ( التحفة البهية في طبقات الشافعية للشرقاوي ) ، وكتابه ( لواقح الأنوار ) هو طبقات الصوفية وهو من الكتب المعتبرة لديهم .