responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البخاري وفقه أهل العراق نویسنده : الشيخ حسين غيب غلامي الهرساوي    جلد : 1  صفحه : 75


وقد ذكرنا ما يتعلق بذلك ولا نكرره ، وإِنّما نذكر هنا بعض الأَمثلة التي يؤاخذ الحنفية بسببها .
فالحنفية وكل من يفتي ويجتهد في الأَحكام يتمسك بالبراءة من المؤاخذة على نفسه ، بما ورد في الرواية : « للمجتهد المصيب أَجران وللمخطئ أَجرٌ واحد » .
وأَهل الحديث يمنعون من ذلك ويردّون ويبطلون كل رأي وكلّ نظر لم يتّخذ من الكتاب والسّنّة ، كما ستأتي الإِشارة إِلى ذلك في البحث عن الحيل التي أَخذها البخاري على الحنفية .
نعم ! كلّ من يطعن في أَهل الرأي ويبطل آراءهم ينظر - في الأَغلب - إِلى الآراء المتخذة من الظنون والأَقيسة في الدين .
قال ابن عبد البر : « الرأي المذموم هو القول في شرائع الدين بالاستحسان والظنون والاشتغال بحفظ المعضلات والأُغلوطات ، فاستعمل فيها الرأي قبل أَن تنزل ، وفرغت وشققت قبل أَن تقع ، وتكلم فيها قبل أَن تكون بالرأي المضارع للظن ، قالوا : ففي الإِشتغال بهذا تعطيل للسنن والبعث على جهلها » . [1] و لذلك كان الخصوم لأبي حنيفة قد شنّعوا عليه بأنَّه « أَجهل الناس بما كان ، و أَعلمهم بما لم يكن » . [2] و يستدلّون بقوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُوا لا تَسْألُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) . [3] فأهل الحديث يسخرون من أَهل القياس والرأي كقولهم مثلاً :
1 - قال الشيخ وحيد الجباوي الحنفي في « رفيق الأَسفار » والشيخ حسن الشرنبلاني في « مراقي الفلاح ، شرح متن الإِيضاح » في معرض حديثه عن أَحق الناس



[1] جامع بيان العلم 2 : 148 .
[2] المصدر السابق 2 : 158 .
[3] المائدة 5 : 101 .

75

نام کتاب : الإمام البخاري وفقه أهل العراق نویسنده : الشيخ حسين غيب غلامي الهرساوي    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست