responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 722


به ، فإن فرضها بما هي هي ، لا يكفي في اتصافها به بل يحتاج إلى ضم حيثية إلى الماهية تخرجها من حالة التساوي إلى أحد الجانبين . وهذه الحيثية هي الحيثية العلية ، ولولاها لما صح حمل الموجود عليه ، فيطلق على البياض المنضم إلى الجسم " حيثية تقييدية " ، كما يطلق على العلة المخرجة للماهية من كتم العدم إلى الوجود " حيثية علية " .
ولذلك اشتهر في كلامهم أن الذاتي في باب البرهان ما لا يحتاج في الحمل والاتصاف إلى إحدى الحيثيتين ، وغيره يتوقف صحة الحمل والاتصاف فيه على ضم إحداهما [1] .
إذا عرفت ذلك ، فاعلم أنه لا يصح توصيف السعادة ولا الشقاء بالذاتي بكلا المعنيين .
أما الأول ، فإن السعادة والشقاء ليسا من مقولة الجنس ولا الفصل ولا النوع بالنسبة إلى الفرد المحكوم بأحدهما ، وذلك واضح لا يحتاج إلى بيان .
وأما الثاني ، أعني " ذاتي باب البرهان " فقد عرفت أنه عبارة عن الخارج عن ماهية الشئ ( ليس جنسا ولا فصلا ولا نوعا ) ولكن يحمل عليه بلا ضم ضميمة . ولكنهما ليسا كذلك إذ لا يكفي فرض فرد من الإنسان في اتصافه بأحدهما ، بل يحتاج إلى ضم ضميمة إلى جانبه ككونه ذا عقائد حقة وأعمال صالحة ، أو ما يقابلها من العقائد الباطلة والأعمال الطالحة ، فيصح أن يطلق أنه سعيد أو شقي ، وفي ضوء ذلك يجب أن يقال : إن السعادة والشقاء من الأمور العرضية التي يكتسبها الإنسان في مدة حياته .
وإن أريد أن مبادئهما ومناشئهما من الأمور الذاتية التي تنتقل إلى



[1] وإلى هذا التقسيم يشير الحكيم السبزواري في منظومته بقوله : والخارج المحمول من صميمه * يغابر المحمول بالضميمة كذلك الذاتي بذا المكان * ليس هو الذاتي في البرهاني

722

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 722
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست