< فهرس الموضوعات > تحليل الشقاوة والسعادة في الآية والحديث < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الجهة الأولى : في تقسيم الناس إلى شقي وسعيد < / فهرس الموضوعات > كذبا ، وعلمه جهلا وذلك محال . فثبت أن السعيد لا ينقلب شقيا وأن الشقي لا ينقلب سعيدا " . ثم استشهد لكلامه بما روي عن عمر أنه قال : " لما نزل قوله تعالى * ( فمنهم شقي وسعيد ) * قلت : يا رسول الله فعلى ماذا نعمل ؟ على شئ قد فرغ منه ، أم على شئ لم يفرغ منه ، فقال : على شئ قد فرغ منه يا عمر ، وجفت به الأقلام ، وجرت به الأقدار ، ولكن كل ميسر لما خلق له " . قال : وقالت المعتزلة : نقل عن الحسن أنه قال : فمنهم شقي بعمله وسعيد بعمله . قلنا الدليل القاطع لا يدفع بهذه الروايات وأيضا فلا نزاع أنه إنما شقي بعمله وإنما سعد بعمله . ولكن لما كان ذلك العمل حاصلا بقضاء الله وقدره ، كان الدليل الذي ذكرناه باقيا " [1] . فقد استفاد الرازي من الآية إن السعادة والشقاء من الأمور الذاتية للموصوف بهما حتى قال إن السعيد لا ينقلب شقيا . وأما الثاني : فقد روى المحدثون عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : " الشقي من شقي في بطن أمه . والسعيد من سعد في بطن أمه " [2] . تحليل الشقاوة والسعادة في الآية والحديث إن البحث في هذا المجال يتم في ضمن جهات : الجهة الأولى - في تقسيم الناس إلى شقي وسعيد . إن الناظر في الآيات الماضية لا يدرك سوى أن هناك جماعة متصفون بالسعادة وأخرى بالشقاوة ، وأما كونهما ذاتيين لموصوفيهما أو ثابتين بإرادة أزلية لا يتخلف مرادها عنها ، أو يثبتان لهما عن اكتساب وعمل مع كون الموضوعين خاليين عنهما بالنظر إلى ذاتيهما ، فلا نظر في الآيات إلى شئ
[1] تفسير " مفاتيح الغيب " للرازي ، ج 5 ، ص 93 ، الطبعة الأولى 1308 ه . [2] التوحيد باب السعادة والشقاوة الحديث 3 ص 356 .