responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 674


تمثيلان لإيضاح الحقيقة الحق أن قياس المعقول بالمحسوس الذي ارتكبته المعتزلة قياس غير تام ولو أراد المحقق ارتكاب لهذا القياس والتمثيل فعليه أن يتمسك بالمثالين التاليين :
الأول : إن مثل الموجودات الإمكانية بالنسبة إلى الواجب ، كمثل المصباح الكهربائي المضئ ، فالحس الخاطئ يزعم أن الضوء المنبعث من هذا المصباح هو استمرار للضوء الأول ، ويتصور أن المصباح إنما يحتاج إلى المولد الكهربائي في حدوث الضوء ، دون استمراره .
والحال أن المصباح فاقد للإضاءة في مقام الذات محتاج في حصولها إلى ذلك المولد في كل لحظة ، لأن الضوء المتلألئ من المصباح إنما هو استضاءة بعد استضاءة . واستنارة بعد استنارة من المولد الكهربائي . أفلا ينطفئ المصباح إذا انقطع الاتصال بينه وبين المولد ؟ فالعالم يشبه هذا المصباح الكهربائي تماما ، فهو لكونه فاقدا للوجود الذاتي يحتاج إلى العلة في حدوثه وبقائه لأنه يأخذ الوجود آنا بعد آن ، وزمانا بعد زمان .
الثاني : نفترض منطقة حارة جافة تطلع عليها الشمس بأشعتها المحرقة الشديدة . فإذا أردنا أن تكون تلك المنطقة رطبة دائما بتقطير الماء عليها ، وإفاضته بما يشبه الرذاذ ، فإن هذا الأمر يتوقف على استمرار تقاطر الماء عليها ولو انقطع لحظة سد عليها الجفاف وصارت يابسة .
فمثل الممكن الذي يتصف بالوجود باستمرار ، مثل هذه الأرض المتصفة بالرطوبة دائما ، فكما أن الثاني رهن استمرار إفاضة قطرات الماء عليها آنا بعد آن ، فهكذا الأول لا يتحقق إلا باستمرار إفاضة الوجود عليه آنا بعد آن . ولو انقطع والصلة بينه وبين المفيض لانعدم ولم يبق منه أثر .

674

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 674
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست