responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 643


البعض الآخر [1] .
ولا يخفى أن امتناع الترجح من غير مرجح ( كامتناع تحقق الممكن بلا علة ) وامتناع الترجيح بلا مرجح من باب واحد ، والقول بالامتناع في الأول يستلزم الامتناع في الثاني . وذاك لأن أصل الفعل كما لا يتحقق بلا علة ، فكذلك الخصوصيات لا تتحقق إلا معها ، فالجائع بالنسبة إلى الرغيفين والهارب بالنسبة إلى الطريقين كذلك ، فكما أن صدور أصل الأكل والهرب يحتاج إلى علة ، لامتناع وجود الممكن بلا سبب ، كذلك تخصيص أحد الرغيفين بالأكل وترك الآخر ، بما أنه أمر وجودي يحتاج إلى علة . والقول بأن وجود أصل الفعل يتوقف على علة دون خصوصية ، يرجع إلى القول بوجود الممكن ولو في بعض مراتبه وتحققه بلا علة . ولأجل ذلك يقول المحققون إن مال تجويز الترجيح بلا مرجح إلى تجويز الترجح لا مرجح .
فلازم هذا الجواب أن الخصوصية لا تطلب العلة ، وهذا انخرام للقاعدة العقلية ، من حاجة الممكن إلى علة .
وأما التمثيل برغيفي الجائع وطريقي الهارب ، فلا شك أن للفعل والخصوصية هناك مرجح وهو أن الإنسان العادي يجد في نفسه ميلا إلى جانب اليمين من كل من الرغيف والطريق ، فالميل الطبيعي يكون مرجحا لانصراف الإرادة إليه دون طرف اليسار ، نعم ربما ينعكس لأجل طوارئ في الواقعة تلتفت إليها النفس فتختار ما في جانب اليسار [2] .



[1] المحاضرات ، ج 2 ، ص 47 - 49 . ويظهر ذلك الجواب أيضا من العلامة في ( نهج المسترشدون ) لاحظ إرشاد الطالبين ص 266 .
[2] ثم إن للمحقق الطوسي في المقام كلاما وهو : " الوجوب للداعي لا ينافي القدرة كالواجب " . وقد جعله العلامة جوابا عن الاستدلال الذي نقلناه عن الأشاعرة . والظاهر أن هذه العبارة ناظرة إلى تحليل دليل آخر للقائلين بالجبر وهو أن القاعدة الفلسفية المسلمة أعني " الفعل ما لم يجب لم يوجد " ، تقتضي صدور الفعل عن الإنسان عن وجوب واضطرار . وهذا لا يجتمع مع القول بالاختيار . فأجاب عنه المحقق الطوسي بأن الوجوب العرضي للداعي ، لا ينافي القدرة والاختيار فالفعل بالنظر إلى قدرة العبد ممكن ، وبالنظر إلى داعيه واجب ، وذلك لا يستلزم الجبر . فإن كل قادر يجب صدور الأثر منه عند وجود الداعي كالواجب . وأنت تعلم أن هذا الجواب يمكن أن يكون رافعا للشبهة الثانية أعني وجوب الفعل عند وجوب العلة ، ولا يكون قالعا لما نحن فيه من الإشكال لأن كلام الأشاعرة مركز على أن هذا الداعي يوجد في النفس لا من جانب الإنسان بل من جانبه سبحانه ومعه يكون الفعل واجبا ضروريا خارجا عن الاختيار ، فالقول بأن الفعل واجب بالنظر إلى الداعي وهو لا ينافي القدرة والإمكان بالنظر إلى نفس الفعل ، لا يرتبط بالإشكال . نعم يمكن أن تكون عبارة المحقق جوابا نقضيا عن استدلال الأشاعرة ببيان أن ما ذكرتموه من الدليل في حق الإنسان قائم في حقه سبحانه حرفا بحرف كما نوه به العلامة في ( كشف المراد ) وأوضحه شارح ( المواقف ) فلاحظهما . وقد خلط شيخنا المظفر في تقرير استدلال الأشاعرة ، بين الدليلين . فلاحظ ( دلائل الصدق ) ، ج 1 ، ص 511 .

643

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 643
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست