3 - الضرارية ويليهم في تبني الجبر ، الطائفة الضرارية ، [1] فقالت : بأن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى حقيقة والعبد مكتسبها . ووافقت المعتزلة بأن الاستطاعة تحصل في العبد قبل الفعل [2] . وهذه الطائفة تسمى بالجبرية غير الخالصة أيضا ، لإضافتها نظرية الكسب إلى أفعال العباد . * * * قال الشهرستاني : " الجبر هو نفي الفعل حقيقة عن العبد وإضافته إلى الرب تعالى فالجبرية أصناف : فالجبرية الخالصة هي التي تثبت للعبد فعلا ولا قدرة على الفعل أصلا . والجبرية المتوسطة هي التي تثبت للعبد قدرة غير مؤثرة أصلا . وأما من أثبت للقدرة الحادثة أثرا ما في الفعل ، وسمى ذلك كسبا ، فليس بجبري . والمصنفون في المقالات ، عدوا النجارية والضرارية من الجبرية " [3] . ولكن الحق أن إضافة نظرية الكسب من النجارية والضرارية ، ومن الأشاعرة تبعا لهم لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تخرج القائل من القول بالجبر قدر شعرة ، وإنما هو غطاء وتلبيس على القول بالجبر . وسيوافيك بحث الكسب بتفاسيره المختلفة من أئمة الأشاعرة . ويكفي في عد منهج الأشعري منهجا جبريا ، ما ذكره في ( الإبانة ) و ( مقالات الإسلاميين ) عند بيان عقيدة أهل السنة التي هي عقيدته ( بعد رجوعه عن الاعتزال والتحاقه بمنهج أهل الحديث ) ، يقول : " وأقروا بأنه لا خالق إلا الله ، وأن سيئات العباد يخلقها الله ، وأن أعمال العبد يخلقها الله عز وجل . وأن العباد لا
[1] هم أصحاب ضرار بن عمرو . وقد ظهر في أيام واصل بن عطاء ، وقد ألف قيس بن المعتمر كتابا في الرد على ضرار سماه : " كتاب الرد على ضرار " . [2] الملل والنحل ، ج 1 ، ص 90 - 91 . ومقالات الإسلاميين ، ص 129 . [3] الملل والنحل ، ج 2 ، ص 85 - 86 .