responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 554


قوله سبحانه في ذيل الحديث : * ( فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى ) * . فإن ظاهرها أن لكل إنسان الخيار بين الاعطاء والاتقاء والتصديق بالحسنى ، وضدها . فهذه الرواية عن علي ( عليه السلام ) تعرب عن أن كثيرا من روايات القدر ، إما منحوتة وموضوعة على لسان رسول الله بهذا المعنى الذي شرحناه ، أو منقولة بغير وجهها . أضف إلى ذلك أن الروايات مخالفة للفطرة الإنسانية التي فطر الله كل إنسان عليها .
ولأجل ذلك نرى أن أصحاب النبي بعدما سمعوا حقيقة القدر على الوجه الذي جاء في الرواية ، استوحشوا ، فقالوا : " ففيم العمل يا رسول الله ، إن كان أمر قد فرغ منه " . وما أجيبوا به من قوله ( صلى الله عليه وآله ) : سددوا وقاربوا إلخ ، ليس جوابا قالعا للشبهة ورافعا للإشكال [1] .
كما أن الإجابة بأن كلا ميسر لما خلق ، لا يحل العقدة إن لم يزدها تعقيدا . فإن مفاده إن أهل السعادة ميسرون للسعادة التي خلقوا لها وأهل الشقاء للشقاء الذي خلقوا له . وهذا نفس الإشكال الذي تردد في نفس السائل .
وفي ذيل رواية عمران بن حصين يظهر إن القدر بالمعنى الوارد في الرواية مظنة كونه ظلما للعباد ، وأن أبا الأسود الدؤلي فزع فزعا شديدا ، والجواب الذي ذكره أبو الأسود من أن كل شئ خلق الله وملك يده فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون ، لا يرد الشبهة بل يؤكدها .
إن للعقيدة الإسلامية سمة البساطة لا التعقيد ، وسهولة التكليف لا مشقته . أفي ميزان النصفة يتسم القدر - بهذا المعنى بالبساطة والسهولة ؟ !
وسيوافيك أن يد الأحبار والرهبان لعبت في هذا المجال ، وأنهم هم الذين أوردوا القدر بهذا المعنى إلى الساحة الإسلامية ، وغيروا ما عليه الكتاب



[1] لاحظ الحديث رقم ( 6 ) مما أوردنا فيما مضى .

554

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 554
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست