responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 53


الأولى عند انفجارها كانت تستطيع أن تظهر بما لا يحصى من الصور المختلفة التي لا تستقر فيها الحياة إلا بصورة خاصة أو بحالة واحدة ، فعندئذ يتساءل كيف تفجرت المادة الأولى بلا دخالة شعور وعقل واسع إلى هذه الصورة الخاصة التي تمكن الحياة من الاستقرار .
فلنأخذ من جميع الظواهر الحيوية حشرة صغيرة بما تحويه من ملايين العناصر المختلفة وقد ركبت بنسبها المعينة الخاصة . فبوسع المادة الأولى أن تظهر بأشكال مختلفة غير صالحة لحياة الحشرة ، وإنما الصالحة لها واحدة منها . وعندئذ يتساءل ، كيف استطاعت المادة ه الأولى عن طريق " الصدفة " ، من بين الصور الكثيرة ، الخضوع لصورة واحدة صالحة لحياتها ؟ !
وهذا البرهان هو البرهان المعروف في العلوم الرياضية بحساب الاحتمالات ، وعلى توضيحه نأتي بمثال :
نفترض أن شخصا بصيرا جالسا وراء آلة طابعة ويحاول بالضغط على الأزرار ، وعددها مائة بما فيها الحروف الصغيرة والكبيرة ، أن يحرر قصيدة لشاعر معروف كقصيدة لبيد التي يقول فيها :
ألا كل شئ ما سوى الله باطل * وكل نعيم لا محالة زائل فاحتمال أن الضربة الأولى أصابت صدفة الحرف الأول من هذه القصيدة ( أ ) ، والضربة الثانية أصابت كذلك الحرف الثاني منها ( لا ) ، والضربة الثالثة أصابت صدفة الحرف الثالث منها ( ك‌ ) ، وهلم جرا . . . هو احتمال في مقابل احتمالات كثيرة لا يمكن بيانها بالأرقام الرياضية المقروءة .
وإن أردت تحصيل ذلك الرقم الرياضي فعليك أن تضرب عدد حروف الآلة الطابعة في نفسها بقدر عدد حروف القصيدة المراد تحريرها ، فلو كانت حروف الآلة الطابعة مائة ، وعدد حروف البيت من القصيدة ( 38 ) فسوف يكون عدد الاحتمالات واحد أمامه ( 76 ) من الأصفار .

53

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست