responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 509


* ( كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هد عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون ) * [1] .
2 - ويقول تعالى في آية أخرى حاكيا كلام المشركين في تعليل ارتكابهم الفحشاء بأمر الله وإرادته : * ( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها ، قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ) * [2] .
3 ويقول تعالى : * ( وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون ) * [3] .
فهذه الآيات وما يضاهيها من الآيات الأخر تبين لنا موقف المشركين من التقدير وتحليلهم لهذا الأصل ، ولأجل ذلك يجب أن يكون تفسير التقدير على وجه لا يتفق مع زعم المشركين فيه . والعجب أن هذا الاستنتاج الباطل قد بقي بحاله في بعض الأذهان حتى بعد بزوغ فجر الإسلام وقد سجل التاريخ بعض المحادثات في هذا المجال نشير إليها :
1 - روى عبد الله بن عمر أنه جاء رجل إلى أبي بكر فقال : " أرأيت الزنا بقدر ؟ قال : نعم قال : فإن الله قدرني عليه ثم يعذبني ؟ قال : نعم يا ابن اللخناء . أم لو كان عندي إنسان أمرته أن يجفأ أنفك " [4] .
فإن السائل أدرك في ضميره أن التقدير والمجازاة على العمل لا يجتمعان مع عدله سبحانه وقسطه ، فلا بد من قبول أحد الأصلين ورفض الآخر ولما لم يجد الخليفة جوابا صالحا لسؤاله قام بتهديده كما سمعت في الخبر ، وهذا يوضح أن التقدير في بعض الأذهان كان مساوقا للجبر وسلب



[1] سورة الأنعام : الآية 148 .
[2] سورة الأعراف : الآية 28 .
[3] سورة الزخرف : الآية 20 .
[4] تاريخ الخلفاء للسيوطي ، ص 95 .

509

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 509
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست