responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 440


شأن من أفعال الله وشؤونه سبحانه مستقلا ، لا ما إذ قام به بإذن الله وأمره ، فلا يكون عندها ندا ، بل عبدا مطيعا له مؤتمرا بأمره ، منفذا لمشيئته تعالى ، هذا .
وقد كان أخف ألوان الشرك وأنواع بين اليهود والنصارى والعرب الجاهليين اعتقاد فريق منهم بأن الله سبحانه فوض حق التقنين والتشريع إلى الرهبان والأحبار كما يقول القرآن الكريم : * ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) * [1] ، وأن الله فوض حق الشفاعة والمغفرة اللذين هما من حقوقه المختصة به - إلى أصنامهم ومعبوداتهم ، وأن هذه الأصنام والمعبودات " مستقلة " في التصرف في هذه الشؤون ، فهي شفعاؤهم عند الله ، ولأجل ذلك كانوا يعبدونها ، كما يقول عز من قائل : * ( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) * [2] .
ولذلك أصرت الآيات القرآنية على القول بأنه لا يشفع أحد إلا بإذن الله ، فلو كان المشركون يعتقدون بأن معبوداتهم تشفع لهم بإذن الله لما كان لهذا الاصرار على مسألة متفق عليها بين المشركين ، أي مبرر . على أن ذلك الفريق من الجاهليين إنما كانوا يعبدون الأصنام لكونها تملك شفاعتهم ، وأن عبادتهم توجب التقرب إلى الله ، لا لكونها خالقة أو مدبرة للكون ، وفي هذا يقول القرآن الكريم حاكيا مقالتهم : * ( وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) * [3] .
زبدة المقال خلاصة القول في المقام إن أي عمل ينبع من الاعتقاد بأن الله سبحانه إله العالم أو ربه غني في فعله ، ويكون كاشفا عن هذا النوع من التسليم المطلق ، يعد عبادة له ، ويكون صاحبه مشركا إذا فعل ذلك لغير الله .



[1] سورة التوبة : الآية 31 .
[2] سورة يونس : الآية 18 .
[3] سورة الزمر : الآية 3 .

440

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 440
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست