responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 404


يؤفكون ) * [1] .
وهذه الآيات تعرفنا موقف الوثنيين في مسألة التوحيد في الخالقية ، وأن تلك العقيدة كانت عامة للمشركين أو لأكثرهم في الجزيرة العربية .
نعم ، كان الاعتقاد بوجود مبدأين وخالقين لهذا العالم ، أحدهما :
" يزدان " والآخر " أهريمن " أمرا مشهورا بين " الزرادشتيين " ولكن عقيدتهم تحيط بها هالة من الابهام والغموض ، كعقيدة البراهمة والبوذيين والهندوكيين في هذا المجال والبحث فيه خارج عن إطار الموضوع وقد تقدم شئ عنهم آنفا .
وأما مسألة التوحيد في التدبير فلم تكن أمرا مسلما عندهم ، بل الشرك في التدبير كان شائعا بين الوثنيين ، حيث كانوا يقولون بأنه ليس للكون سوى خالق واحد وهو موجد السماوات والأرض وخالقهما ولكنه بعد أن خلق الكون فوض تدبير بعض أموره إلى واحد أو أكثر من خيار خلقه ، واعتزل هو أمر التدبير . وهذه المخلوقات المفوض إليها أمر التدبير كانت في نظر هؤلاء عبارة عن " الملائكة " و " الجن " و " الكواكب " و " الأرواح المقدسة " و . . .
التي تكفلت كل واحدة منها تدبير جانب من جوانب الكون على حد زعمهم .
إن عبدة الكواكب والنجوم في عصر بطل التوحيد " إبراهيم " كانوا من المشركين في أمر التدبير ، حيث كانوا يعتقدون بأن الأجرام العلوية هي المتصرفة في النظام السفلي من العالم وأن أمر تدبير الكون ومنه الإنسان ، فوض إليها فهي أرباب لهذا العالم ومدبرات له لا خالقات له [2] . ولأجل ذلك نجد أن إبراهيم يرد عليهم بإبطال ربوبيتها عن طريق الإشارة إلى أفولها وغروبها ويقول : إذا كانت هذه الأجرام حسب زعمكم هي المدبرات



[1] سورة الزخرف : الآية 87 .
[2] سيأتي البحث في التفويض عند البحث في التوحيد في العبادة .

404

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 404
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست