responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 385


ذاته بشئ غيرها ) ومن قرنه فقد ثناه ، ومن ثناه فقد جزاه ، ومن جزاه فقد جهله " [1] .
وفي هذا الكلام تصريح بعينية الصفات للذات ، وفيه إشارة إلى برهان الوحدة ، وهو أن القول باتحاد صفاته مع ذاته يوجب تنزيهه تعالى عن التركيب والتجزئة ونفي الحاجة عن ساحته . ولكن إذا قلنا بالتعدد والغيرية فذلك يستلزم التركيب ويتولد منه التثنية . والتركيب آية الحاجة ، والله الغني المطلق لا يحتاج إلى من سواه .
وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : " لم يزل الله عز وجل ربنا والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور " [2] .
والإمام ( عليه السلام ) يشير إلى قسم خاص من علمه سبحانه وراء عينية صفاته وذاته - وهو وجود علمه بلا معلوم وسمعه بلا مسموع . وما هذا إلا لأجل أن ذاته من الكمال والجمال إلى حد لا يشذ عن حيطة وجوده أي شئ ، وتشريح هذا القسم من العلم يطلب من الكتب الفلسفية .
وهناك روايات أخرى عن العترة الطاهرة يقف عليها من خاض أحاديثهم ، وقد جمعها الشيخ الصدوق في كتاب ( التوحيد ) ، والعلامة المجلسي في ( كتاب البحار ) وكل ذلك يدل على أن الأمة أخذت التوحيد في هذه المجالات عن باب علم النبي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وأن المعتزلة أخذوا ما قالوا به من التوحيد من ذلك المصدر ، كيف وهم عيال عليه في تلك المباحث كلها [3] .



[1] نهج البلاغة ، الخطبة الأولى .
[2] التوحيد للصدوق ، ص 139 .
[3] إن حياة المعتزلة العلمية تدل على أن رئيسهم واصل بن عطاء تتلمذ على أبي هشام ابن محمد بن الحنفية وهو على أبيه عن علي ( عليه السلام ) . وقد أوضح الأستاذ دام ظله انتهاء أصول المعتزلة إلى علي ( عليه السلام ) في موسوعته الكبيرة " مفاهيم القرآن " فلاحظ ج 4 ص 379 381 .

385

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست