responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 352


عنه كل ما يتصور من النقص والعيب بسلب واحد جامع لجميع السلوب .
ثم إن بعض المتكلمين أرجع صفاته الثبوتية إلى السلبية أيضا وقال إن معنى قولنا إنه عالم ، أنه ليس بجاهل . وإنه قادر ، أنه ليس بعاجز ، وكذا باقي الصفات . محتجا بأن المعقول لنا من صفاته ليس إلا السلوب والإضافات . وأما كنه ذاته وصفاته فمحجوب عن نظر العقول ، ولا يعلم ما هو إلا هو .
وهذا صحيح عند لحاظ عجز البشر عن معرفة الله سبحانه ، ولكن إرجاع الصفات الثبوتية إلى السلبية على خلاف ما ورد في الذكر الحكيم فإنه سبحانه يصف نفسه بصفات ثبوتية ، كما يصف نفسه بصفات سلبية .
يقول سبحانه : * ( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى ) * [1] .
فإن بعض ما جاء في هاتين الآيتين وإن كان من صفات الفعل ، غير أن بعضها الآخر من صفات الذات والكل نحو إثبات له سبحانه ، وإرجاعها إلى السلوب لا يخلو من تكلف . نعم له سبحانه صفات سلبية بلا شك .
ويكفي في ذلك قوله * ( لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد ) * [2] .
فإذا وقفت على أن الصفات السلبية لها حد ولا عد مصداقا ، فلنشرع ببيان المصاديق البارزة منها ، وأهمها مسألة نفي الشريك عنه ويعبر عنها بالتوحيد .



[1] سورة الحشر : الآية 23 - 24 .
[2] سورة الإخلاص : الآية 3 - 4 .

352

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست