responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 345


ب - اليد بمعنى النعمة .
وأورد عليهما أن قدرة الله واحدة فما وجه التثنية في قوله " بيدي " ؟ كما أن نعمه سبحانه لا تحصى ، فلماذا ثناها ؟ .
ج - اليدان بمعنى القدرة والنعمة ، وبه يرتفع الإشكال المتقدم .
أقول : لو دلت القرائن على أن الآية ظاهرة فيما ذكر لوجب الأخذ به ، لما عرفت من أن المتبع هو الظهور التصديقي لا الإفرادي ، ولكن لم تتحقق القرائن عندنا .
د - الحمل على المعنى اللغوي لكنه كناية عن كونه سبحانه متوليا لخلقه لا غيره ، فإن أكثر الأعمال التي يقوم بها ذو اليدين ، فإنما يباشرها بيديه ، فغلب العمل باليدين على سائر الأعمال التي تباشر بغيرهما . حتى قيل في عمل القلب " هو مما عملت يداك " . ولو سب إنسان إنسانا آخر وجزي بعمله ، يقال له : " هذا ما قدمت يداك " . حتى قيل لفاقد اليدين : " يداك أوكتا وفوك نفخ " . ولأجل ذلك ليس فرق بين قولك : " هذا مما عملته " و " هذا ما عملته يداك " . ومنه قوله سبحانه : * ( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون ) * [1] .
والكل ظاهر في كونه سبحانه هو المتولي للخلقة ، والمبدع لا غيره .
إذا عرفت ذلك ، يتبين مرمى الآية وهو أنه سبحانه بسبب التنديد بالشيطان قائلا : بأنك لماذا تركت السجود لآدم مع أني توليت خلقه وإيجاده ، وأنا أعلم بحاله ، والمصالح التي دعت إلى أمرك وأمر الملائكة بالسجود له . فهل استكبرت علي ، أم كنت من العالين .
والدليل على أن الخلق باليدين كناية عن توليه سبحانه لخلقه بذاته وشخصه لا



[1] سورة يس : الآية 71 .

345

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست