من جلد الزانية والزاني هو اعتبار الآخرين ، أو أنه إحدى الغايات الثاني : إن من السنن العقلية المقررة مساواة العقوبة للجرم كما وكيفا ، غير أن هذه المعادلة منتفية من العقوبات الأخروية ، فإن قسما من المجرمين يخلدون في النار مع أن معصيتهم أقل مدة من مدة التعذيب . قال سبحانه : * ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) * [1] . وقال سبحانه : * ( وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم ) * [2] . قال المفيد : " اتفقت الإمامية أن الوعيد بالخلود في النار متوجه إلى الكفار خاصة دون مرتكبي الذنوب من أهل المعرفة بالله تعالى والإقرار بفرائضه من أهل الصلاة " [3] . وقال الصدوق في عقائده : " اعتقادنا في النار أنه لا يخلد فيها إلا أهل الكفر والشرك ، فأما المذنبون من أهل التوحيد فيخرجون منها بالرحمة التي تدركهم " [4] . وأما الجواب : عن السؤال الأول ، فنقول : إن السؤال عن غاية العقوبة ، وإنها هل هي للتشفي أو لإيجاد الاعتبار في غير المعاقب إنما يتوجه على العقوبات التي تترتب على العمل عن طريق التقنين والتشريع ، فللتعذيب في ذلك المجال إحدى الغايتين : التشفي أو الاعتبار .
[1] سورة البقرة : الآية 39 . [2] سورة التوبة : الآية 68 . [3] أوائل المقالات ، ص 14 . [4] عقائد الصدوق ، ص 90 ، الطبعة القديمة الملحقة بشرح الباب الحادي عشر .