responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 207


وقد نقل عن إمام الحنابلة أنه قيل له : ها هنا قوم يقولون القرآن لا مخلوق ولا غير مخلوق . فقال : هؤلاء أضر من الجهمية على الناس ، ويلكم فإن لم تقولوا : ليس بمخلوق فقولوا مخلوق . فقال أحمد هؤلاء قوم سوء . فقيل له : ما تقول ؟ قال : الذي أعتقد وأذهب إليه ولا شك فيه أن القرآن غير مخلوق . ثم قال : سبحان الله ، ومن شك في هذا ؟ [1] .
هذا ما لدى المحدثين والحنابلة والأشاعرة . وأما المعتزلة فيقول القاضي عبد الجبار : " أما مذهبنا في ذلك إن القرآن كلام الله تعالى ووحيه وهو مخلوق محدث أنزله الله على نبيه ليكون علما ودالا على نبوته ، وجعله دلالة لنا على الأحكام لنرجع إليه في الحلال والحرام ، واستوجب منا بذلك الحمد والشكر ، وإذا هو الذي نسمعه اليوم ونتلوه وإن لم يكن ( ما نقرؤه ) محدثا من جهة الله تعالى فهو مضاف إليه على الحقيقة كما يضاف ما ننشره اليوم من قصيدة امرئ القيس على الحقيقة ، وإن لم يكن ( امروء القيس ) محدثا لها الآن " [2] .
وقبل الخوض في تحليل المسألة نقدم أمورا :
1 - إذا كانت مسألة خلق القرآن أو قدمه بمثابة أوجدت طائفتين يكفر كل منهما عقيدة الآخر ، فإمام الحنابلة يقول : إن من زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر ، والمعتزلة تقول : إن القول بكون القرآن غير مخلوق أو قديم شرك بالله سبحانه ، فيجب تحليلها على ضوء العقل والكتاب والسنة باجتناب كل هياج ولغط . ومما لا شك فيه أن المسألة كانت قد طرحت في أجواء خاصة عز فيها التفاهم وساد عليها التناكر . وإلا فلا معنى للافتراق في أمر تزعم إحدى الطائفتين أنه ملاك الكفر وأن التوحيد في خلافه ، وتزعم الطائفة الأخرى عكس ذلك .
ولو كانت مسألة خلق القرآن بهذه المثابة لكان على الوحي التصريح



[1] الإبانة ، ص 69 . وقد ذكر في ص 76 ، أسماء المحدثين القائلين بأن القرآن غير مخلوق .
[2] شرح الأصول الخمسة ، ص 528 .

207

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست