responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 182


يكون مسبوقا بالعدم ويطرأ عليه الوجود من قبل علته ، ويقابله واجب الوجود وهو ما يكون وجوده نابعا من ذاته ، وواجبا بذاته ، يمتنع عليه تطرق العدم ولا يلابسه أبدا . ومثل ذلك لا يسبق وجوده العدم ، فيكون قديما أزليا . كما يمتنع أن يطرأ عليه العدم ، فيكون أبديا باقيا .
وباختصار ، ضرورة الوجود وحتميته طاردة للعدم أزلا وأبدا وإلا لا يكون واجب الوجود بل ممكنه ، وهو خلف الفرض .
وأما برهان هذه الصفات الأربع التابعة لوجوب وجوده فقد مضى بيانه عند البحث عن لزوم انتهاء الموجودات الإمكانية إلى واجب ضروري قائم بنفسه وبذاته ، وإلا يمتنع ظهور الموجودات الإمكانية وتحققها .
وأما عد الأزلي والأبدي والقديم والباقي من أسمائه سبحانه ، فعلى القول بأن أسماءه سبحانه توقيفية ، لا يصح تسميته تعالى إلا بما ورد في الكتاب والسنة . والذي ورد منها في الروايات المروية عن الرسول الكريم والأئمة ( عليهم السلام ) هو الأخيران أعني " القديم " و " الباقي " ، دون الأولين ، كما سيوافيك في آخر الفصل عند التعرض لأسمائه تعالى في الكتاب والسنة .
إلى هنا تم البحث عن الصفات الثبوتية الذاتية وهي لا تنحصر في الثمانية التي تعرضنا لها ، فكل كمال يعد كمالا مطلقا فهو تعالى متصف به ، كما أن كل نقص فهو منزه عنه . وكل أسمائه التي وردت في الكتاب والسنة تشير إلى كماله تعالى وتدفع الحاجة والنقص عن ساحة قدسه ، فلو أردنا توصيفه سبحانه بوصف واحد جمعي ، فهو الكمال المطلق أو الغنى المحض . وإذا أردنا تفسير ذلك الكمال والوصف الواحد الجامع لجميع الصفات ، فيكفي جعل الصفات الثمان الثبوتية التي بحثنا عنها شرحا له .
ومن هنا يجعل الاسم الواحد من أسمائه سبحانه وهو " الله " رمزا للذات المستجمعة لجميع الصفات الكمالية .
هذا كله حول صفاته الثبوتية الذاتية ، ويقع البحث في الباب الثاني

182

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست