responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 169


مناقشة هذه النظرية لا شك أنه سبحانه عالم بذاته وعالم بالنظام الأكمل والأتم والأصلح ولكن تفسير الإرادة به يرجع إلى إنكار حقيقة الإرادة فيه سبحانه . فإنكارها في مرتبة الذات مساوق لإنكار كمال فيه ، إذ لا ريب أن الفاعل المريد أكمل من الفاعل غير المريد ، فلو فسرنا إرادته سبحانه بعلمه بالنظام فقد نفينا ذلك الكمال عنه وعرفناه فاعلا يشبه الفاعل المضطر في فعله . وبذلك يظهر النظر فيما أفاده المحقق الطوسي حيث تصور أن القدرة والعلم شئ واحد بذاته مختلفان بالاعتبارات العقلية . ولأجل عدم صحة هذا التفسير نرى أن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ينكرون تفسيرها بالعلم . قال بكير بن أعين :
قلت لأبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : " علمه ومشيئته مختلفان أو متفقان ؟
فقال ( عليه السلام ) : العلم ليس هو المشيئة ، ألا ترى أنك تقول سأفعل كذا إن شاء الله ، ولا تقول سأفعل كذا أن علم الله " [1] .
وإن شئت قلت : إن الإرادة صفة مخصصة لأحد المقدورين أي الفعل والترك ، وهي مغايرة للعلم والقدرة ، لأن خاصية القدرة صحة الايجاد واللا إيجاد وذلك بالنسبة إلى جميع الأوقات وإلى طرفي الفعل والترك على السواء ، فلا تكون نفس الإرادة التي من شأنها تخصيص أحد الطرفين وإخراج القدرة عن كونها متساوية بالنسبة إلى الطرفين .
وأما العلم فهو من المبادئ البعيدة للإرادة ، والإرادة من المبادئ القريبة إلى الفعل ، فلا معنى لعدهما شيئا واحدا .
نعم ، كون علمه بالمصالح والمفاسد مخصصا لأحد الطرفين ، وإن كان أمرا معقولا ، لكن لا يصح تسميته إرادة وإن اشترك مع الإرادة في



[1] الكافي ، ج 1 ، ص 109 ، باب الإرادة .

169

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست