responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 145


وأما الجواب التفصيلي عن الأسئلة الثلاثة فإليك بيانه :
أما الأول ، فلأن المثل محال بالذات أن يقع في إطار القدرة والمطالبة بخلقه ، مطالبة بأمر محال .
وببيان آخر ، إن القيام بخلق المثل يستلزم اجتماع الضدين في شئ واحد ، فبما أن المفترض وجوده مثله سبحانه ، يجب أن يكون واجبا لا ممكنا ، قديما لا حادثا ، غير متناه لا متناه . وبما أنه تعلقت به القدرة وهي لا تتعلق إلا بشئ غير موجود ، يجب أن يكون حادثا لا قديما ، ممكنا لا واجبا ، متناهيا لا غير متناه . وهذا ما قلناه من أنه يستلزم اجتماع الضدين في شئ واحد .
وبهذا تتبين الإجابة عن السؤال الثاني . فإن عدم تعلق القدرة بجعل الشئ الكبير في الظرف الصغير ، هو من جهة كونه غير ممكن في حد ذاته .
إذ البداهة تحكم بأن الظرف يجب أن يكون أكبر من مظروفه ، هذا من جانب ومن جانب آخر ، لو جعل الكبير في الظرف الصغير يلزم نقيضه أي كون الظرف أصغر من مظروفه . فالقيام بهذا الايجاد يستلزم كون شئ واحد أعني الظرف أو المظروف في آن واحد صغيرا وكبيرا .
وأما السؤال الثالث ، فلأن المفترض محال لاستلزامه المحال بالذات ، ففرض خلقه سبحانه شيئا لا يقدر الخالق على إفنائه ، لا ينفك عن المحال بيانه :
إن الشئ المذكور بما أنه أمر ممكن فهو قابل للفناء ، وبما أنه مقيد بعدم إمكان إفنائه فهو واجب غير ممكن . فتصبح القضية كون شئ واحد ممكنا وواجبا ، قابلا للفناء وغير قابل له .
وبعبارة أخرى : إن كونه مخلوقا يلازم إمكان إفنائه ، لأن المخلوق

145

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست