responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 128


يلزم أن تكون تلك الحوادث ممكنة وواجبة معا . أما الأول فلكونها حادثة ، وأما الثاني فلأنها لولاه لجاز أن لا توجد ، فينقلب علمه جهلا .
والإجابة عن الشبهة واضحة ، فإن المحال هو اجتماع الممكن بالذات مع الواجب بالذات وأما اجتماع الممكن بالذات مع الواجب بالغير فهو أمر لا شبهة فيه . فإن المعاليل عند وجود العلة التامة ممكنات بالذات واجبات بالغير .
وعلى ذلك فلو تعلق علمه سبحانه بوجود حادث في وقت خاص فعلمه سبحانه لا يخرجه عن الإمكان الذاتي . إذ غاية ما يقتضي كون علمه موافقا للواقع ، وجوب وجوده بالغير ، سواء أكان السبب هو الله سبحانه أو غيره وهو يجتمع مع الممكن بالذات .
وباختصار : إن الحادث الذي يقع في ظرف خاص لا يخرج عن حد الإمكان بعد تعلق علمه تعالى به وحصول علته التامة . فالعالم كله ممكن بالذات وفي الوقت نفسه واجب بالغير .
القرآن الكريم وسعة علمه تعالى مما قدمنا تقف على عظمة الجملة القائلة " إن الله بكل شئ عليم " فهي تعني أنه تعالى عالم بما مضى وما يأتي وما هو كائن وما في الكون من الأسرار والرموز . يقول سبحانه : * ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر ، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) * [1] .
ويقول سبحانه : * ( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله



[1] سورة الأنعام : الآية 59 .

128

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست